في الوجدان الروسي، يمثّل يوم 23 شباط للروس والسلافيين يوماً وطنيّاً للعز والافتخار. وتعود ذكرى الاحتفال إلى يوم تشكيل «الجيش الأحمر» في عام 1918 من أكثر من 450 ألف جندي، وبقي العيد «عيد الجيش الأحمر» إلى أن انهار الاتحاد السوفياتي، فاكتسب العيد اسمه الجديد بالروسية: «يوم المدافع عن أرض الآباء».
ورغم أن العيد يمثّل رمزية قوّة روسيا في العهد السوفياتي، إلّا أن العيد يحمل إرث الجيش الذي يعود تاريخ تشكيله إلى بدايات القرن السادس الميلادي من القبائل السلافية، قبل أن يتحوّل تدريجاً إلى جيش شبه نظامي مع نهاية القرن العاشر. وسجّل الجيش في القرون اللاحقة عدّة انتصارات على التتار والمغول في منطقة كوليكوفا عام 1380، وعلى السويديين في بالتافا عام 1709، والفرنسيين في بورودينو عام 1812، وخاض حرباً وجودية ضد الجيش الألماني طوال سنوات الحرب العالمية الثانية. وفي فترة ما بعد الحرب الكبرى، شارك الجنود والخبراء السوفيات في عدد من النزاعات العسكرية والحروب الداخلية لكوريا وفيتنام وأفغانستان وأنغولا وسوريا ومصر واليمن، كذلك خاضت روسيا حرباً في أفغانستان ثمّ لاحقاً مع انهيار الاتحاد السوفياتي في الشيشان. أمّا اليوم، فالجيش الروسي يضع نصب أعينه رفع جاهزيته العسكرية والتوسّع شمالاً وجنوباً لمقارعة حلف «الناتو»، و«روسيا لا تبغي إقلاق العالم من إعادة تثبيت قوتها العسكرية، لكنها تريد التأكيد مجدداً أنها قوة وكيان لا يستهان بهما بعد اليوم»، يقول المصدر.