لتحقيق هذه النتائج، تعتمد الشركة على أحدث الابتكارات التكنولوجية التي تساهم، إضافة إلى رفع فعالية الإنتاج، في تسهيل عمل العنصر البشري من فنيين ومهندسين.
مكافحة الهدر

في ما يتعلق بالهدر، يلفت نائب رئيس الدائرة الفنية في شركة كهرباء زحلة المهندس ناجي جريصاتي إلى أن الشركة تعتمد ما يسمى»geographic information system (GIS)، وهو نظام «يتضمّن معلومات عن الشبكة بكلّ تفاصيلها من المشتركين والمحطات وكل عامود وصولاً إلى كل برغي، ويساعد في ضبط الهدر لجهة تحديد كمية استهلاك كل محطة، مثلاً، من الكهرباء لإظهار ما إذا كان هناك أيّ عطل فني أو سرقة على الخطوط . وهذا النظام مهم جداً في مجال التخطيط المسبق والتدقيق قبل مباشرة الأعمال وبناء إنشاءات جديدة، وذلك من خلال دراسة المشروع حسابياً لتجنب الهدر».
ويوضح: «قبل إطلاق أي مشروع جديد تكون الشركة على دراية مسبقة بالنتائج التي ستتحقق فتتجنب التجربة بالناس والمال. وهذا النظام ليس مجرد آلة نضعها وننتظر منها المعجزات، إذ أنه يتطلب متابعة وصيانة يومية متواصلة».

تبلغ نسبة الهدر
في زحلة والجوار
حوالى 6% فقط

إضافة إلى هذا النظام، فإن إحدى أبرز الوسائل التي تعتمدها شركة كهرباء زحلة لمكافحة الهدر هي الفاتورة الشهرية التي تتيح للمستهلكين تتبع استهلاكهم بدقة وتجنّب تجميع الفواتير ما يصعّب المهمة. والشركة، وفقاً لجريصاتي، كانت أول من استخدم العدّادات الذكية ولكن على سبيل التجربة، إذ أنها لم توزع على جميع المستهلكين إنما على عدد محصور فقط بهدف تفعيل المراقبة وتجنّب أي هدر ممكن على الشبكة.
ولتبيان مدى فعالية ما تقوم به الشركة لناحية مكافحة الهدر، يوضح نائب رئيس الدائرة الفنية في الشركة أن مجمل الهدر، الفني وغير الفني أو غير التقني كالسرقات وما شابه، تبلغ نسبته حوالى 5% إلى 6%، وهو من أقل النسب في العالم. فيما تبلغ النسبة في البقاع، مثلاً، 40%. أما أدنى النسب المسجلة في لبنان فتصل إلى 20%، وذلك يعود إلى اهتراء الشبكات، والسرقات الكبيرة، وغياب الصيانة اللازمة والمراقبة المتواصلة والدقيقة.

معالجة الأعطال

تعرف الطريقة التقليدية والأكثر شيوعاً لمعالجة الأعطال التي قد تطرأ على الشبكة بالمناورة، وهي تقوم على التجربة على طول الشبكة حتى الكشف عن موقع العطل. ورغم فعاليتها، إلا أنها تستهلك الكثير من الوقت. في زحلة، وبهدف التعامل مع الأعطال بأسرع طريقة ممكنة بما يوفر الوقت ويبعد شبح الظلمة عن السكان، تعتمد الشركة على Fault Indicator الذي يستخدم على خطوط التوتر المتوسط ويساعد في تحديد موقع العطل بشكل تقريبي لتتبعه ومعالجته بسرعة.
وفي عام 2016 ، ركّبت «كهرباء زحلة» ما يعرف بـ remote control mv switchers وهو نوع من غرف تحكم عن بعد يساعد في إجراء المناورة من المكتب بشكل أوتوماتيكي قبل إرسال الفنيين إلى الموقع وتسلقهم الشبكة، ما يسرع المناورات بشكل كبير ويساعد في تأمين الكهرباء في حال انقطاعها لجزء كبير من الناس لحين وصول الفنيين وكشفهم عن العطل ومعالجته لتعود الكهرباء إلى جميع المشتركين. وفي هذا السياق، وضعت الشركة على جميع الآليات والسيارات التابعة لها GPS لتحديد موقع كل منها وذلك للاستعانة بالسيارة الأقرب للعطل وإرسالها لمعالجته بدل إضاعة الوقت بالبحث عن المتوافر أو القريب إلى موقع المشكلة.

العنصر البشري

رغم المنافع الكبيرة للتكنولوجيا، إلا أن العامل الأهم يبقى العنصر البشري. صحيح أن الآلة سهّلت العمل ووفرت الوقت وساهمت في معالجة العديد من المشاكل بفعالية وتجنب بعضها الآخر، لكن مهما بلغت عظمتها ودقتها وفعاليتها، يستحيل أن تحلّ مكان الإنسان بالمطلق خصوصاً في مجال الكهرباء.
يؤكد جريصاتي أن عدد الفنيين في الشركة «يبلغ 80 شخصاً جميعهم لبنانيون من مدينة زحلة والجوار يعملون على مدار الساعة طيلة اليوم على شكل مناوبات». ولفت إلى أنه إلى جانب كون الشركة تساعد في تأمين الوظائف في القطاع لشباب المنطقة، «إلا أن الأهم يكمن في مدى حرص الفنيين وتفانيهم في عملهم لكونهم لا يؤدون مهامهم بهدف الكسب المادي فقط، بل كخدمة لمنطقتهم وأهلهم بما يزيد من إنتاجيتهم».
من جهة أخرى، تساعد الشركة الطلاب في المنطقة وذلك من خلال إتاحة الفرصة لهم في التدرج والتدرب، ناهيك عن التعاون مع المهنيات واستقبال التلاميذ لإعداد مشاريعهم الدراسية ومتابعتها مع معاهدهم.