وجهت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، إنتقاداتٍ شديدة لأداء مجلس الأمن خلال السنوات الماضية، واعتبرت أنه تجاهل التهديدات المتنامية التي يمثلها كل من حزب الله وإيران في المنطقة لحساب التركيز على النزاع الإسرائيلي ــــ الفلسطيني.
وقالت هالي خلال الإجتماع الشهري لمجلس الأمن الذي يناقش قضايا الشرق الأوسط والصراع العربي ــــ الإسرائيلي إن «المجلس عمل ضد إسرائيل على مدى سنوات، وهذه وصفة لتأبيد النزاع في المنطقة، إلا أنها لا تحلّه. نحن قادرون على إنجاز شيء، وإذا أردنا أن نتكلم بصراحة، علينا أن نبدأ من إيران وحزب الله».
ورأت هالي أن «إيران وحزب الله يتعاونان من أجل تقويض الإستقرار في الشرق الأوسط وأنشطتهما تتوسع». وأضافت «لقد نفذا عمليات إرهابية في أرجاء المنطقة على مدى عقود، وهما اليوم يدعمان وحشية (الرئيس السوري) بشار الأسد، ويقاتلان إلى جانب قواته ويساهمان في قتل آلاف المواطنين السوريين ومعاناة ملايين النازحين.

شنت هالي
هجوماً عنيفا على حزب الله مستخدمةً أدبيات إسرائيلية

إنهما يدربان ميلشيات قاتلة في العراق وقوات الحوثيين في اليمن». وحذّرت هيلي من أن «أميركا لن تقف صامتة، بينما يتعامل مجلس الأمن تجاه التهديد المتزايد بقليل من الاهتمام. سنتحدث بصوت عال حول إيران وحزب الله وعدم شرعيتهما». وشنت هالي هجوماً عنيفا على حزب الله مستخدمةً أدبيات إسرائيلية واضحة، فاعتبرت أن هذه «المنظمة الإرهابية في لبنان تستخدم البلدات لإخفاء عشرات آلاف الصواريخ غير الشرعية؛ وفي سوريا يسيطر الحزب على مناطق، ويقاتل، بأمر من إيران، إلى جانب الجنود السوريين ويذبح الشعب السوري. وأحياناً هو الذي يعطي أوامر للجنود السوريين. لقد ساعد الحزب (الرئيس) الأسد على تجويع حلب وتدميرها».
وأردفت هالي أن حزب الله «منظمة إرهابية يتوسع تأثيرها على امتداد الشرق الأوسط بدعم من إيران التي تستخدمه لتوسيع طموحاتها الإقليمية. إنهما يعملان سوياً من أجل نشر إيديولوجيا متطرفة في أرجاء الشرق الأوسط. إن الأنشطة ذات الطبيعة المدمرة بشكل كبير لكل من حزب الله وإيران على امتداد الشرق الأوسط تتطلب منا اهتماماً أكبر. هذه الأنشطة يجب أن تكون أولوية مجلس الأمن في المنطقة».
وشكر السفير الإسرائيلي لدى المنظمة الدولية، داني دانون، الذي شارك في النقاش، الولايات المتحدة على «موقفها الأخلاقي وإصرارها على مناقشة الأسباب الحقيقية لانعدام الإستقرار في المنطقة». وتناغم مع نظيرته الأميركية في الهجوم على أداء مجلس الأمن معتبراً أنه خلال الـ 17 عاماً الماضية جرى هنا اتهام إسرائيل التي وصفها بأنها «شريك في مكافحة الإرهاب ومنارة أمل، فيما إيران تتسبب بالفظائع في سوريا يومياً، وقد رأينا النتائج القاسية في الهجوم الكيميائي». ورأى دانون أن إيران «هي التهديد الأكثر جدية ضد إسرائيل وتريد تدميرها، وتهدد إستقرار المنطقة، ليس فقط بواسطة مبعوثيها، وإنما أيضاً بشكل مباشر من خلال دعم الإرهاب وتنفيذ تجارب صاروخية خلافاً لقرارات مجلس الأمن».
(الأخبار)