خرجت الخلافات والانقسامات داخل بلدية طرابلس إلى العلن، بتعليق عضوين مشاركتهما في أعمال المجلس. واللافت أن العضوين محسوبان على كتلة الوزير السابق أشرف ريفي، التي فازت بثلثي أعضاء البلدية في انتخابات 2016، من بينها رئيس البلدية الحالي أحمد قمر الدين.
العضو الأول رئيس لجنة الإعلام والعلاقات الدولية سميح حلواني، الذي أعلن على صفحته على فايسبوك "تعليق حضور جلسات المجلس البلدي والعمل البلدي ككل، والاستقالة من رئاسة اللجنة البلدية، ولا عودة عن القرار قبل عودة هيبة البلدية وبسط السلطة والقانون من قبل الرئيس، والبدء بتنفيذ المشاريع واحترام قرارات مجلس بلدية طرابلس».
أما العضو الثاني، رئيس لجنة الحدائق والبيئة نور الأيوبي، فأعلن على صفحته الفايسبوكية تضامنه مع حلواني «بتعليق حضور جلسات البلدية والعمل البلدي ككل، والاستقالة من رئاسة اللجنة البلدية، ولن أعود عن قراري قبل عودة الهيبة والسلطة، وتنفيذ قرارات البلدية والمشاريع الإنمائية، ووضع خطة العمل والبرنامج الذي تقدمت به موضع التنفيذ». وأوضح الأيوبي أنه «مضى ما يقرب من عام ولا نزال ضمن المربع الأول، بل إن الفساد والفوضى زادا للأسف، ولم نستطع تقديم أي عمل إيجابي لأهلنا، وإنني أعترف بأسف، لقد تبدّلت الأسماء لكن لم يتبدل التعاطي».
وإذ تعذر الاتصال بحلواني لغيابه عن السمع، أوضح الأيوبي لـ«الأخبار» أنه "استقلت بسبب فشل البلدية، ونظراً إلى عدم وجود رؤية واضحة فيها، وانتشار الفوضى، ولوجود كمّ هائل من التعدّيات، ولعدم اتخاذ البلدية أيّ قرار، سواء لمعالجة التعدّيات أو حل مشاكل أخرى تعاني منها المدينة، مثل أزمة السير والبسطات وغيرهما».
ورأى الأيوبي أن البلدية "لا تنفذ أي شيء من الخطط والبرامج التي جرى التوافق عليها منذ انتخابنا، ولا يوجد خارطة طريق لوضع هذه الخطط والبرامج موضع التنفيذ والمباشرة، ويبدو أنه يوجد غلط في مكان ما، فوجدت أن الأمر يحتاج إلى هزة إيجابية لتصحيح الخلل».
الأيوبي الذي رأى أن "ما نريد تنفيذه من مشاريع وخطط ومهمات من واجب البلدية القيام بها، لكن للأسف لا تنفذ»، وجّه انتقاداً لاذعاً لرئيس البلدية من دون أن يسميه عندما قال إنه "يوجد شخص واحد يتحكم في كل القرارات في البلدية، ومع أن أحداً لا يريده عبداً، فإن السؤال لمَ يحاول أن يكون عبداً لهذا أو ذاك؟»، متهماً إياه بأنه "لا يعمل كما يجب، بل يبحث عن إقامة توازانات داخل البلدية».
ونفى الأيوبي أن يكون ريفي "يتدخل في عمل البلدية»، لكنه رأى أنه "لا يوجد تفسير واضح لمَ لا تقوم البلدية بواجبها كما يجب»، محذراً من أن "كرة الاعتراض ستكبر مثل كرة الثلج، وأن التململ أصبح كبيراً وهو موجود عند جميع الأعضاء تقريباً، لأنه مرت سنة على انتخابنا، ووضع أهالي المدينة آمالاً كبيرة علينا، لكننا لم نضع الخطة ومشاريع الأفكار التي طرحناها موضع التنفيذ، وبقيت المخالفات واستمرت الفوضى، لا بل تضاعفت، فلمَ نستمر في البلدية ونكون شهود زور فيها؟».
لكن رئيس البلدية أحمد قمر الدين أوضح لـ«الأخبار» أنه لم يتبلغ أي قرار «باستقالة الأيوبي أو حلواني، مع أنه عقدنا قبل يومين جلسة للمجلس البلدي لم يتحدث فيها أحد عن استقالة أو عن تعليق عضوية وكانت جلسة طبيعية».
ورأى قمر الدين أن "من الطبيعي أن يكون هناك تباين وتعدّد آراء داخل المجلس، فنحن 24 عضواً، وكل واحد عنده خلفية وآراء وأفكار مختلفة عن غيره، غير أن هذا التباين صحّي وليس العكس». لكن رئيس بلدية طرابلس أقرّ بأن "هناك مشاريع عدّة تأخرنا في تنفيذها»، مبرّراً ذلك "بإنجاز دفاتر الشروط الخاصة بها، والتي نريدها دفاتر شروط بمواصفات ممتازة، لما فيه خير المدينة ومصلحتها».