حوّل رئيس الحكومة سعد الحريري إفطارَي تيار المستقبل في البقاع، السبت والأحد الماضيين، إلى حفل انتخابي واستقطابي، مركّزاً كلامه على الشق الإنمائي، وعلى اتهام الوزير السابق أشرف ريفي من دون أن يسميه بـ«قليل الوفاء»، ما يؤشر إلى أن عدة الانتخابات النيابية المقبلة لن تكون في التجييش الطائفي ورفع السقف السياسي في وجه قوى 8 آذار، كما في السابق.
أخذ نهر الليطاني من «الشيخ سعد» الحيّز الأكبر من كلمته، فقال إنه «لا قضية أهم اليوم من قضية تلوّث الليطاني، واليوم أصبحنا على خواتيم هذه القضية»، وإن «الليطاني نهر لبنان الأكبر، والأهم ممنوع أن يكون مكبّاً، هو شريان خير، وصحة وحياة، وممنوع أن يتحول لمجرى ضرر ومرض وموت». وبشّر المزارعين بأن الحكومة أخذت قراراً بتسلّم محصول القمح فوراً، وأفصح بأنه سيطلب من مجلس الوزراء 33 مليار ليرة لبناء أهراءات «لنوفّر على الدولة وعلى المزارعين».

انخفض عدد المدعوين إلى إفطار البقاعين الأوسط والشمالي إلى 1200 مقابل 1800 العام الماضي


وتوجه الى المتضررين من وجود النازحين السوريين بالقول: «سنكمل الأوتوستراد العربي، ونحن في صدد حل قريب لمشكلة الاستملاكات في مجدل عنجر، التي اعترضت تنفيذه، ونقوم بدراسة لإقامة منطقة حرة على الحدود، ليصبح لبنان ليس ممراً لإعمار سوريا، بل مركزاً أساسياً في المنطقة، وبذلك نؤمن فرص عمل للسوريين واللبنانيين». كذلك وعد الحريري بأن تدفع الحكومة تعويضات مزارعي بلدة عرسال.
في إفطار أول من أمس الذي كان مخصّصاً للبقاعين الأوسط والشمالي، اقتصرت الدعوات إلى حضور الإفطار على 1200 شخص، مقارنة بـ1800 مدعوّ العام الماضي. وبحسب مصادر قيادية مستقبلية، فإن الحريري أوعز إلى منسّقي التيار في البقاع والى قطاع الشباب بتركيز دعواتهم على عنصر الشباب، إضافة الى الفعاليات السياسية ورؤساء البلديات المقرّبة من التيار. أما إفطار البقاع الغربي، فلم يكن أفضل حالاً. فمن أصل 1600 دعوة في إفطار العام الماضي، وُجّهت الدعوة إلى 1060 شخصاً لإفطار يوم أمس. وأبرز ما جاء في كلمة الحريري، مهاجمة الخارجين من تيار المستقبل، وعلى رأسهم الوزير السابق أشرف ريفي، من دون أن يسمّيه، واصفاً إياهم بـ«قليلي الوفاء لنهج الشهيد رفيق الحريري». وبحسب قيادي مستقبلي في البقاع الغربي، فإن الدعوات اقتصرت على المحازبين والمقرّبين جداً. ولفت إلى أن سبب تدنّي عدد الدعوات هو الواقع الذي يمر به البلد، ومن ضمنه تيار المستقبل، مشيراً إلى أنه «كان من الأفضل أن يكون الحضور في الإفطار أكثر عدداً؛ هناك أشخاص بدأوا بالعتب لأننا لم ندعهم الى الإفطار». ولم ينف القيادي أن حالة الانقسام التي ترجمها ريفي انسحبت على مناطق البقاع، وتحديداً الغربي والأوسط، ما فرض على قياديي التيار جهداً مضاعفاً في التعبئة والتواصل مع القاعدة الشعبية. وبرأيه، إن «خطابنا المعتدل ووقف الخطاب المتشنّج لم يؤتِ ثماراً في السياسة»، ولذلك «نركز اليوم على الخطاب الإنمائي وحاجات الناس والمشاريع التي يمكن أن تنفذها السلطة التي نحن على رأسها وتؤمّن فرص عمل للناس».