محمد الكرنبي المشهور بـ«أبو بدر» ليس موقوفاً عادياً. الشاب العرسالي من أوائل مؤسّسي المجموعات المسلّحة التي قاتلت الجيش السوري انطلاقاً من الأراضي اللبنانية. اسمه يحضر إلى جانب الشيخ إبراهيم الأطرش وعمر الأطرش وأحمد طه أو «أبو حسن الفلسطيني» و«أبو عبدالله العراقي» ونعيم عباس، أبرز أعلام الإرهاب في السنوات الخمس الأخيرة.
الشاب المولود في عرسال عام 1989، كان أمنياً بامتياز. عمله كسائق فان أجرة على خط بيروت البقاع ثم امتهانه التهريب، صقلا مهاراته في التخفّي وسهولة الحركة. فرغم أنه من أبرز المطلوبين، إلا أنه بقي يتنقل بين بيروت وعرسال بحريّة حتى توقيفه قبل يومين. الكرنبي هو الشخص الثالث في مجموعة مؤلفة من سامي الأطرش الملقب بـ«سامي الداروخ» وسامح سلطان الملقب بـ«سامح البريدي» (قُتل العام الماضي)، التي امتهنت مع بداية الأحداث السورية نقل الجرحى من الأراضي السورية إلى الداخل اللبناني لتلقّي العلاج. يومها تعرّف الكرنبي على ضابط سوري منشق من القصير يلقب بـ«أبو النور»، استقرّ بعد علاجه في عرسال. ومع بداية الأحداث في سوريا، عرض «أبو النور» على الثلاثة إنشاء مجموعة مسلحة في جرود عرسال لـ«مساندة الثوار في سوريا». وبالفعل، أنشأوا مجموعة في جرد الرهوة ضمّت لبنانيين وسوريين خاضوا مواجهات ضد الجيش السوري. كانت هذه المجموعة تخضع لإمرة الشيخ إبراهيم الأطرش الملقب بـ«أبو حسن» بمعاونة عمر الأطرش اللذين يتوليان تأمين الأسلحة والآليات لهذه المجموعة. أطلقت هذه المجموعة على نفسها اسم: «كتيبة شهداء بابا عمرو». نشطت في عمليات نقل السلاح وتهريب الأشخاص وعمليات الخطف، قبل أن تنتقل إلى الهجوم بالقتال المباشر أو عبر إرسال المفخخات. وقد تولت إطلاق صواريخ باتجاه بلدتي اللبوة والهرمل جراء تعرض مقرّها للقصف.
اعترف الكرنبي لدى فرع التحقيق في مديرية المخابرات بأنه استقبل عدة أشخاص من جنسيات مختلفة قدِموا إلى لبنان عبر مطار بيروت الدولي، قام بنقلهم إلى عرسال، ليعلم لاحقاً أنهم انتحاريون يستهدفون الداخل السوري بإشراف أمير «الدولة الإسلامية» في القلمون أبو عبدالله العراقي. وبعد سقوط القصير، انتقل أبو عبدالله العراقي إلى يبرود ليتخذها مقراً له. وبحسب إفادة الكرنبي، فقد كان يعمل في مجال التفخيخ، متحدثاً عن خمسين انتحارياً كانوا في المقرّ. واعترف بأنه كان يكلف سامح السلطان بشراء السيارات التي كان ينوي تفخيخها. ثم عمد إلى تعليم أفراد مجموعته كيفية التفخيخ، ودرّب أشخاصاً على كيفية تصنيع الأحزمة الناسفة.

فخّخ الموقوف 8 سيارات تم تفجيرها ضد أهداف مدنية وعسكرية في لبنان



بايعت المجموعة المسلّحة، التي شارك الموقوف محمد الكرنبي المشهور بـ«أبو بدر» في تأسيسها، أمير «الدولة الإسلامية» في القلمون أبو عبدالله العراقي. وبحسب اعترافات «أبو بدر»، فخّخت المجموعة عدة سيارات جرى تفجيرها في لبنان. فقد تمّ تفخيخ جيب نوع كيا سبورتاج، غُيّر لونه من الأسود إلى الأبيض، قبل تفجيره بالقرب من سرايا الهرمل في 16 كانون الثاني 2014. كذلك فخّخت المجموعة نفسها سيارة جيب شيروكي لون زيتي تم تفجيرها بالقرب من محطة الأيتام في الهرمل في أول شباط من العام نفسه. واعترف الموقوف بأن مجموعته مسؤولة عن تفخيخ سيارة جيب شيروكي طراز قديم تم تفجيره على حاجز الجيش اللبناني في الهرمل. كذلك فخّخت المجموعة جيب من نوع هوندا لون فضي سلّمه أبو عبدالله العراقي إلى انتحاري لتفجيره في مقام السيدة خولة في بعلبك، إلا أن الانتحاري أثناء توجهه إلى الهدف ووصوله إلى بلدة النبي عثمان، تعرضت السيارة لحادث سير، فقام الانتحاري بتفجير نفسه في موقع الحادث في 16 آذار 2014. كذلك فجّرت المجموعة سيارة كيا بيكانتو سوداء يقودها انتحاري عراقي، بتوجيه من أبو عبدالله العراقي، على حاجز للجيش في وادي عطا في 29 آذار 2014 انتقاماً لمقتل سامي الأطرش، ما أدى إلى استشهاد 3 عسكريين وجرح 13 آخرين. كذلك اشترى عمر الأطرش سيارة جيب GMC مسروقة من سوريا وسلّمها لـ«أبو عبدالله العراقي» لتفخيخها وتفجيرها في بلدة القاع، لكن أثناء توجه الأطرش وسامر الحجيري لتسليم السيارة لأحد الانتحاريين، انفجرت السيارة، ليقتل الأطرش والحجيري. يومها، تردّدت معلومات أن السيارة اسُتهدفت بصاروخ من حزب الله. كذلك فخّخوا سيارة لاند روفر، لكنهم بقوا يستعملونها لمدة شهرين من قبل عناصر المجموعة إلى حين تعرّضها لصاروخ أثناء وجود أحمد الأطرش الملقب بـ«نسر عرسال» بداخلها، فأصيب إصابة بالغة في وجهه.