بعد حضور النائب (في حينه) ميشال عون إلى جبيل عشّية الانتخابات البلدية عام 2010، وإعلان المعركة ضدّ مُرشّح «العهد» إلى رئاسة البلدية زياد حواط (شقيقه مُتزوج من ابنة الرئيس ميشال سليمان، ولكن علاقة رئيس البلدية برئيس الجمهورية لم تكن ثابتة)، أخفض التيار الوطني الحر سلاحه مُتفرّجاً على حواط يبني «زعامته» حجراً حجراً. اكتفى العونيون بأنّهم يقبضون على قرار القضاء السياسي، تاركين الملعب البلدي من دون حماية. سبع سنوات مرّت من دون أن تُخاض معركة، ولو إنمائية، واحدة ضدّ بلدّية جبيل.
رغم أنّ الغرف من هذا الملّف، لو أرادوا، كان وفيراً. حتّى ادّعاءات أنّ زينة الميلاد في جبيل (عام 2014) اختيرت الثانية في العالم بناءً على ما نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، لم تواجَه بحملة مُضادة توضح أنّ ما نُشر كان صوراً من زينة الميلاد في بلدان عدّة، بلا أيّ تصنيف، فأصبح حواط «مثالاً» يتطلّع الناس إليه بإعجاب، منبهرين بسياحة السهر في جبيل. وحين ترشّحت السيدة كلود مرجي (مُنتسبة إلى التيار) مُنفردة إلى الانتخابات البلدية الأخيرة، مُفنّدةً حاجات المدينة الإنمائية، لم يهتم بها تيارها. وكاد حواط يفوز بالتزكية، فيما حجّة العونيين لعدم خوض الانتخابات أنّهم كانوا يُحاولون إنجاح التسوية مع حواط.
دائماً ما كانت البلدية وسيلة حواط لتحقيق غايته في الترشّح إلى الانتخابات النيابية. ومن المرجّح أن يكون الأخير رأس حربة خصوم التيار في قضاء جبيل. وقبل سنة من الاستحقاق النيابي، قرّر «الوطني الحر» مواجهة «حليف الرئيس سعد الحريري والقوات اللبنانية»، ببلدية ظلّ عمادها جُبيليون يدور معظمهم في فلك التيار العوني. الإعلان الرسمي عنها سيكون في 4 تموز، في احتفال يرعاه ويحضره رئيس التيار الوزير جبران باسيل.

عمل بلدية الظلّ
سيبدأ بعد 3 أو 4
شهر من إطلاقها
وتجهيز خطّة العمل

لا يُمكن عزل الخطوة وتوقيتها عن «النيابة». إلا أنّ مُقرّر بلدية الظلّ الطبيب جوليان صفير ينفي ذلك. يقول لـ«الأخبار» إنّ العمل بدأ منذ سنة، «جرى خلالها إعداد القاعدة والتوضيح للناس أنّ الهدف ليس كيدياً». اجتماعات عدّة عُقدت «شهدت نقاشات حول مهمات بلدية الظل. في البداية، كان عدد المجتمعين كبيراً، ثمّ تراجع مع الوقت حين وجد عددٌ منهم أننا لا نريد افتعال المشاكل». بقي سبعة أشخاص يُشكّلون نواة بلدية الظلّ، «نسعى لأن نُصبح 15 شخصاً، من أجل تقسيم المهمات».
تأخرّت بلدية الظلّ في جبيل سنة لتبدأ عملها. الأعضاء خصّصوا وقتهم للاجتماعات التحضيرية، من دون مراقبة جدية لما يحصل في «القصر البلدي». والملاحظات لا تزال عامّة، مثال العمل على خطة للسير، الاهتمام بالمساحات الخضراء، ومواقف السيارات. لا يوافق صفير على أنّهم تأخروا، رغم أنّه يقول إنّ «العمل على الأرض سيبدأ بعد 3 أو 4 أشهر من إطلاق بلدية الظلّ، وتكون خطّة العمل أصبحت جاهزة. وسيكون هناك خطّ ساخن لتلقّي الشكاوى». تريد هذه المجموعة «تحفيز الرأي العام ليشعر بالمسؤولية. سنطرح الأمور بشفافية، ونتعامل مع البلدية بإيجابية، ونريد أن نتواصل معها ونعرض عليها مشروعنا». النقطة الأخيرة بحاجةٍ إلى فانوس سحري لتتحقق، خاصة أنّ حواط يُحاول لقاء باسيل، قبل 4 تموز، بغية تفريغ الخطوة من مضمونها. يعترف صفير بأنّ البلدية «لم تتقبّلنا، مُعتبرةً أننا نريد افتعال الخلافات معها وأنها معركة شخصية ضدّ حواط. هذا ليس هدفنا، وحين تقوم البلدية بخطوة إيجابية سنُحيّيها». الهدف الآخر من بلدية الظلّ هو «إعداد الكوادر للانتخابات البلدية المُقبلة»، هذا إن لم تُعقد تسوية تيار ــ حواط في الـ2022.
يؤكد صفير أنّ «التيار بخدمة بلدية الظلّ وليس العكس». صحيح أنّ الفكرة انطلقت «من شباب التيار، لكن هناك أفراد غير ملتزمين، وهناك انفتاح لانضمام أشخاص من مختلف الانتماءات».