قبل نحو أسبوع، تلقّى عدد من موظفي بلدية بيروت اتصالات من مصلحة التفتيش في البلدية، للاستفسار عن سبب تغيّبهم عن الإفطار السنوي الذي تُنظّمه البلدية لموظفي الفئة الأولى والثانية من مديري مصالح ورؤساء دوائر وأقسام ومهندسين وأطباء، إضافة إلى قيادة وضباط فوج الإطفاء وقيادة فوج الحرس.
وتُفيد المعلومات بأن اتصالات التفتيش كانت أشبه بـ «مُساءلة هاتفية» أوعز بها محافظ مدينة بيروت القاضي زياد شبيب نتيجة استيائه من تغيّب عدد كبير من الموظفين عن حفل الإفطار الذي أُقيم في 16 حزيران الماضي.
وبحسب مصادر موظفي البلدية، فقد كان لافتاً هذا العام تغيّب عدد كبير من الموظفين بخلاف الأعوام المُنصرمة، بسبب «استياء بعضهم من ممارسات تحصل داخل البلدية، فضلاً عن الاستياء من سلوك المحافظ والمجلس البلدي في التعاطي مع الموظفين وفي كيفية إدارة البلدية».

اتصالات التفتيش كانت أشبه بـ «مُساءلة هاتفية» أوعز بها محافظ المدينة

مصادر شبيب نفت في اتصال مع «الأخبار» أن يكون الأخير قد أوعز إلى مصلحة التفتيش بإجراء مُساءلات أو غيرها، لافتةً إلى أن «القانون لا يُحتّم على الموظفين التزام حضور هذه المناسبات».
لكن عدداً من الموظفين الذين تواصلت معهم «الأخبار» أكدوا تلقيهم اتصالات من «التفتيش» لسؤالهم عن سبب تغيّبهم عن الحفل «الذي كلّف البلدية». وأوضح أحد الموظفين أنه سُئل عن عذر التغيّب وأن الاتصال انتهى بتسجيل موظف التفتيش سبب التغيب، «ولا أعرف إذا ما كان سيتبع هذا الاتصال، أي إجراء آخر».
من الناحية القانونية، ووفق قانون البلديات حسب المرسوم الاشتراعي 118، يُساءل الموظف في حال تخلُّفه عن حضور دعوة اجتماع عمل من دون أن يُقدّم عذراً مبرراً، ما يعني أن لا وجود لنصوص قانونية تُلزم الموظف بحضور اجتماعات أو حفلات من نوع الإفطارات السنوية التي تُنظمها البلديات. بمعنى آخر أيضاً، لا يحق مُساءلة الموظف، ولو هاتفياً، لأنه أثار «استياء» المُحافظ.