اللقاء بين هيئة التنسيق النقابية والاتحاد العمالي العام، أمس، لم يكن مؤتمراً صحافياً للإعلان عن خطة تحرك مشتركة كما كان مقرراً، بقدر ما كان مهرجاناً تضامنياً مع الاتحاد، بدليل حشود المشاركين الذين غص بهم مقر الاتحاد.
هذا المشهد عزز الأسئلة التي أثارها دخول الاتحاد العام المفاجئ والمتأخر على خط المطالبة بالحقوق في سلسلة الرتب والرواتب، والدور الجديد الذي يُرسم للاتحاد العمالي وما إذا كان المطلوب من التقارب مع هيئة التنسيق تعويم الاتحاد وتلميع صورته ليعود هو الحاضن النقابي ويسهل بذلك الانقضاض على ما بقي من الحركة النقابية، وهل تنوي القيادة الجديدة للاتحاد فعلاً إدراج البرنامج الاقتصادي والاجتماعي على أجندتها، أم ثمة ما يُعدّ في الكواليس لتمييع الحقوق وعرقلة مشروع السلسلة تحديداً؟
بالمبدأ، لم تعترض رابطة التعليم الأساسي على التنسيق مع الاتحاد العمالي، إلا أن أعضاءها انسحبوا من المؤتمر الصحافي، احتجاجاً على ما سموه «إخلال بالاتفاق»، وتحويل اللقاء إلى «هايد بارك»، فيما جرى الاتفاق في الاجتماع التنسيقي أن تقتصر المداخلات على كلمتين فقط، كلمة باسم الاتحاد يلقيها رئيس الاتحاد بشارة الأسمر وأخرى باسم هيئة التنسيق النقابية يلقيها رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي نزيه جباوي. كذلك فإنّ الرابطة استغربت أن يلجأ جباوي إلى استبدال تسمية هيئة التنسيق النقابية بـ«هيئة تنسيق روابط الأساتذة والمعلمين في القطاعين الرسمي والخاص وموظفي الإدارة العامة»، في محاولة للإيحاء بأنّ رابطة التعليم الثانوي لا ترغب في الاستمرار في هيئة التنسيق. جباوي نفى لـ«الأخبار» هذه الفرضية، مشيراً إلى أنّ «كل ما في الأمر أن موظفي الإدارة العامة لم يشكلوا قيادتهم الجديدة بعد، وبالتالي فإنّ الممثلين النقابيين الحاليين لا يشكلون كل مكونات هيئة التنسيق النقابية». هذا ليس رأي مسؤول الإعلام في الرابطة أحمد الخير الذي حضر المؤتمر الصحافي، وقال إنّ جباوي تحدث أمس باسم «رابطتنا التي لا تعتبر نفسها جزءاً من هيئة التنسيق، بناءً على توصية من مجالس المندوبين بالانفصال».
في همروجة المؤتمر الصحافي، تحدث الأسمر عن مناخات إيجابية لإقرار سلسلة الرواتب «لمسناها في إطار اتصالاتنا مع أكثر من مرجعية رسمية ونيابية نكنّ لها كلّ التقدير والاحترام». وقال إنّ «الاتحاد العمالي يعتبر أن مؤتمره الصحافي اليوم هو الإنذار الأخير قبل إقرار السلسلة في نهاية تموز كحد أقصى قبل العاصفة!». أما جباوي الذي هنأ الأسمر على توليه الرئاسة، فطالب بإقرار السلسلة في الجلسة النيابية التي وعد رئيس مجلس النواب نبيه بري بها، وعدم العودة إلى المماطلة واختلاق الحجج، مؤكداً أنّه لا حاجة إلى الساحات كي تكون الحكم مجدداً ومواقف أخرى سوف نتخذها قد لا تكون في مصلحة أحد إذا لم تُقرّ السلسلة في تموز بجلسةٍ علنية.
رئيس نقابة المعلمين نعمه محفوض عزا هو الآخر التواصل مع الاتحاد إلى «إشارات إيجابية أتتنا من القيادة الجديدة ونحن نمد يد العون لكل تحرك نقابي صادق وهادف للحفاظ على حقوق العمال». وأيد كل من حمزة منصور باسم المتعاقدين وطارق برازي باسم موظفي القطاع العام تحرك الاتحاد العمالي لإيصال صوت المحرومين.