لم يعد الأمر يتعلق بالتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية. رئاسة الجمهورية والقوات ماضيان في توطيد العلاقة أكثر وتوحيد الصف والتصدي لمحاولات التفرقة بينهما.
فرئيس جهاز التواصل يزور بعبدا بعيداً عن الأنظار، والنائب إبراهيم كنعان يؤكد وجوب احترام مرجعية التوزير عند المسيحيين (التي تتمثل ببعبدا ومعراب حصراً) كما تحترم مرجعيات التوزير الطائفية الأخرى. وعلمت «الأخبار» أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون استأنف لقاءاته مع مسؤول جهاز التواصل في القوات اللبنانية ملحم رياشي بحضور كنعان في قصر بعبدا هذه المرة، وكان لقاؤهما أول من أمس إيجابياً جداً، اتفق بموجبه على وحدة الموقف بين بعبدا ومعراب من جهة في ما يخص تشكيل الحكومة، وترتيب زيارة لرئيس حزب القوات سمير جعجع إلى القصر الجمهوريّ لتهنئة الرئيس قريباً. ورغم الإجماع السياسي على إعطاء القوات كل ما تريده شرط احترام تمثيل الآخرين أيضاً والالتزام بما قاله الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري عن وجوب توزيع الحقائب كما وزعت في حكومة الرئيس تمام سلام، تواصل القوات اللبنانية محاولة الظهور بمظهر المستهدَف.

الكتائب: قانون جديد للانتخابات،
لا اتفاق التيار والقوات، هو ما يؤمّن صحة تمثيل المسيحيين

وأمس دخل كنعان على خط الدفاع عن «نفخ القوات» بالتأكيد أن هناك من «ألغى الدور المسيحي 26 عاماً، فيما لم ولن نلغي نحن أحداً، بل انتخبنا رئيس جمهورية ونسعى إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل الجميع». ورأى أن المطلوب «احترام مرجعية التوزير عند المسيحيين كما تحترم مرجعيات التوزير عند سائر الطوائف»، في وقت تؤكد فيه معلومات «الأخبار» أن السبب الرئيسي لعدم إعلان الحكومة هو المشكلة الشخصية بين العماد عون ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية؛ فالرئيس نبيه بري يقترح يومياً إسناد حقيبة التربية إلى تيار المردة الذي سيقبل بها على مضض بضغط من بري، إلا أن التيار الوطني الحر يرفض فتح أيّ ثغرة في الحائط المسدود. ويفيد التذكير دائماً بأن الملف الوزاري لدى التيار في عهدة الوزير جبران باسيل، والأخير ماض في زيارته الخارجية.
وكان بري قد علق أمس أمام زواره في عين التينة على الأزمة الوزارية بالقول إن أحداً لا يهدده بمهل نهائية لإصدار مراسيم الحكومة وفرضها على الجميع، قائلاً: «لا أحد يهددنني. لا يخيفني إلا الله». وذكّر بري بإبدائه أمام رئيس الجمهورية والرئيس المكلف استعداده لحل مشكلة فرنجية، وتحديداً إقناعه بالتربية، في حال أوكل اليه الرئيسان هذه المهمة، لكنه لاحظ أن الرئيس الحريري لم يتحمس للعرض، مكتفياً بالقول في لقاء الثلاثة في قصر بعبدا، على هامش الاحتفال بعيد الاستقلال، إنه يريد مزيداً من التشاور. ويعقّب بري: «صارت الآن مسؤولية الرئيس الحريري. أنا جاهز لهذا المسعى، وقلت إنني مستعد له كما لمسعى لدى النائب وليد جنبلاط إذا كان الأمر يتطلب ذلك، فتصدر بعد ساعتين فقط مراسيم الحكومة. أنا موافق على أن يسوَّد وجهي أنا مع حلفائي وليس هم». وأعاد تأكيد تمسّكه بالمقاعد الخمسة للشيعة، والحقائب الأربع، وهي المال والاشغال العامة والصناعة والشباب الرياضة ووزير دولة للوزير الخامس. وحرص رئيس المجلس على الفصل التام بين المشكلة الحكومية وعلاقته برئيس الجمهورية التي وصفها بأنها جيدة ولا تشوبها شائبة، وهو أبدى له في قصر بعبدا الاستعداد الكامل لتعاون.

الكتائب يريد «التكنوقراط»

من جهته، لا ينوي حزب الكتائب تفويت فرصة الفراغ من دون «مبادرة جديدة»؛ فقد أشارت مصادره إلى نيته المطالبة بحكومة تكنوقراط أساسها مختصون بالشأن الانتخابي، لوضع مشروع قانون جديد للانتخابات النيابية. وسيبدأ الكتائب «حملة» لمواجهة محاولة تطيير إقرار قانون جديد للانتخابات. ويرى الكتائب أن هذه المحاولة تجري عبر تأخير تأليف الحكومة. وبرأي «الكتائب»، فإن إقرار قانون جديد للانتخابات هو ما يؤمّن صحة تمثيل المسيحيين، لا الاتفاق بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية.
(الأخبار)