توفيت، بصمت، الرفيقة «ريما» ــ المرأة ذات القبعة البيضاء ــ التي أعدَمت في باريس عام 1982 مسؤولاً كبيراً في الموساد الاسرائيلي، وعاشت مذذاك متخفية، ودُفنت بهدوء الأحد الماضي.
رفاقها في «الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية» نعوا «بطلة سطّرت أهم عملياتنا النوعية ضد العدو الصهيوني، ولم تنثنِ عن النضال ضد الظلم، مكتفية في نضالها بقوتها اليومي ومسدسها الشريف. فتكون كالشهداء، لا تُعرف إلا حين موتها، ولا يرتبط اسمها إلا بالقضية التي نذرت لها نفسها، مصوّبة بوصلتها دائماً باتجاه فلسطين.

ريما، ناتالي أو جاكلين إسبر، (لا يهم الإسم) مواليد 7 أيلول 1959، جبرايل ـ عكار.
عضو مؤسس في «الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية». خططت وشاركت ونفذت مجموعة من العمليات النوعية، أشهرها اغتيال ياكوف بارسيمنتوف (نيسان 1982)، وعاشت حياتها ملاحقة من الانتربول الدولي، من دون أن يتمكن منها العدو الاسرائيلي أو الانتربول وموظفوهم في الداخل. إضافة إلى التزامها بالقضية الفلسطينية، وقضايا الشعوب المظلومة والطبقات المهمشة، قدمت الرفيقة «ريما» نموذجاً نادراً من النضال الصامت، السلوكي، لترحل بصمت، فلا تُعرف إلا حين تغادر».