بعيداً عن الجدال السياسي حول التواصل مع دمشق لإعادة النازحين السوريين إلى قراهم، نجحت أمس المرحلة الثانية من عملية إعادة عشرات العائلات من مخيمات النزوح في عرسال إلى بلداتهم في منطقة القلمون الغربي السورية، وخصوصاً بلدة عسال الورد. الفرح على وجوه العائدين، قابله أسى لدى أهالي بلدة طفيل اللبنانية الذين «تؤخر سياسة التطنيش والكيديات التي تمارسها الدولة اللبنانية بحقنا عودتنا الى بلدتنا» كما يقول أحد ابناء البلدة.
الدفعة الثانية من أبناء بلدة عسال الورد بدأت منذ مساء أول من أمس التحضير لمغادرة مخيمات النزوح في بلدة عرسال. 23 آلية بين بيك آب وسيارات وجرارات زراعية بلوحات سورية تجمعت منذ الصباح الباكر في محلة راس السرج، عند المدخل الغربي لعرسال، حيث أشرف الأمن العام والجيش اللبناني على إنجاز التحضيرات اللوجستية والأمنية تمهيداً لانتقالهم في الطريق المعتمدة التي رسمها حزب الله لعودتهم الآمنة. لكن عملية العودة تأخرت وكادت تتوقف إثر نعي «سرايا أهل الشام»، ليل أول من أمس، القيادي فيها مهند شداد المعروف باسم «أبو عبدالله العسالي»، بعدما توفي متأثراً بجروح أصيب بها بانفجار عبوة ناسفة في جرود عرسال منتصف شهر رمضان الفائت. لكن اتصالات رئيس تجمع وجهاء القلمون محمد طه أدت الى استئناف العملية. وتوجه طه بالشكر إلى الجيش اللبناني وحزب الله لتعاونهما في تذليل العقبات أمام عودة النازحين إلى بلداتهم، متمنياً على الدولة السورية الإسراع في إنجاز التسهيلات لعودة من تبقّى.
عدد النازحين تراجع من 300 كما كان مقرراً الى 100 بعدما قرر بعضهم البقاء لـ«ظروف خاصة»، فيما حال عدم السماح بعبور سيارات لبنانية إلى داخل الأراضي السورية دون عودة البعض الآخر. ومع إعطاء إشارة بدء العملية، انطلقت قافلة العودة من محلة رأس السرج في اتجاه وادي الرعيان، حيث آخر نقاط الجيش اللبناني، ليتولى حزب الله الإشراف من محلة وادي الرعيان باتجاه عقبة الجرد فجرود نحلة الى الحدود اللبنانية ــ السورية، عبر ممرات استحدثت أخيراً بغية توفير عملية انتقال آمنة للنازحين باتجاه بلداتهم في القلمون الغربي. طه أكد لـ«الأخبار» أن الدفعتين اللتين انتقلتا إلى عسال الورد ليستا الأخيرتين، وأن عودة النازحين «ستستكمل قريباً»، كاشفاً عن «صعوبات عرقلت عودة عدد أكبر من النازحين كان يربو على الألف».