«طريق الموت» اسم يطلق على العديد من الطرقات في لبنان لافتقارها لأدنى مقومات السلامة العامة وحصدها الأرواح. في قرى غربي بعلبك ثمة طريق موت أيضاً. لقد حصدت طريق شمسطار ـ كفردبش ـ العقيدية أكثر من 40 ضحية حتى الآن. لا فرق عندها بين شيب وشباب ونساء وأطفال. فالطريق التي تحوي منعطفات خطرة مع انحدارات سريعة تحفل بسجل موت كبير، دوّنت فيه أسماء ضحايا ليس من أبناء شمسطار وكفردبش فقط، وإنما من سائر بلدات غربي بعلبك.
قبل أيام، كان الموت على موعد مع بلدة شمسطار. خطف كلاً من ريما الحاج حسن وفاتن صوان (في العقد الثالث من العمر). انحرف جيب من نوع مرسيدس (ML) عند المنعطف والمنحدر القاسي على طريق شمسطار ـ كفردبش، ولينقلب مرات عدّة باتجاه بساتين الوادي. لم تكتمل فصول رحلتهما المقرّرة مع عائلتيهما. توفيت السيدتان وأصيب بجروح كل من كان معهما، فأصيب كلٌّ من عبلة منذر وطفلها ابن الشهرين، وريما حسن الحاج حسن وبنين زين ونور الطفيلي وحالة بعضهن لا زالت خطرة ويخضعن لعمليات جراحية ومراقبة في العناية المشددة.
شيعت بلدة شمسطار الضحيتين بمأتم حاشد، وسط مشاعر من الحزن والاستياء. حزن على «فقد الأحبة اللي بعدهن بعمر الورود». واستياء من «دولة عجزت منذ سنوات عن معالجة خطورة طريق شمسطار ـ كفردبش ـ العقيدية رغم مطالباتنا المتكررة، فقط إهمال ولامبالاة واستهتار بأرواحنا»، كما يقول سهيل الحاج حسن رئيس بلدية شمسطار. يكشف الرجل أنه ومنذ توليه رئاسة المجلس البلدي في شمسطار ـ غربي بعلبك سارع إلى إنجاز دراسة مفصلة لـ»طريق أقل ما يقال فيها إنها طريق الموت لما بات في سجلها من ضحايا من أبناء قرى غربي بعلبك والذين فاق عددهم 40 ضحية». يكمل الحاج حسن «لقد أحلنا ملف الدراسة على المديرية العامة لوزارة الأشغال العامة ومديرية الطرق والمباني بتاريخ 17/11/2011 ورقم تسجيل وارد 463/2011 وتضمن دراسة تفصيلية عن توسعة وتعبيد وتركيب حواجز سلامة عامة عند المنعطفات الخطرة، مع عيون القطط وقاطع وسطي، إلّا أننا وعلى الرغم من مطالباتنا المتكررة لكل الوزراء الذين تعاقبوا منذ ذلك التاريخ، لم نحصل على رد إيجابي، فقط وعود بالنظر في الملف وإلى حين توفر الاعتمادات اللازمة، وليبقى الطريق مكاناً لاصطياد أبنائنا ونسائنا وشبابنا على مدار أيام السنة». وناشد الحاج حسن وزير الأشغال العامة يوسف فنيانوس التحرّك السريع وإيلاء الموضوع الأهمية اللازمة، «حتى لا نفقد بعد اليوم أحبة آخرين سواء من أبناء المنطقة أو زوارها، ألا يكفي أكثر من 40 ضحية حتى يشعروا بالمسؤولية؟!!» يقول رئيس بلدية شمسطار ـ غربي بعلبك.