أطلّ علينا 30 آب هذا العام قاتماً، مثقلاً بجراح إضافية في غاية الألم.إحياءً لليوم العالمي للمفقود، أغنيةٌ كنا سنطلقها هديةً إلى أحبتنا المفقودين والمخفيين قسرياً. أغنية تطلع من وجع الانتظار ودمع الأمهات. أغنية تحاكي الأمل وحلم القيامة (قيامة وطن).
لكن ما طرأ من مجريات أليمة على الأرض، دفعنا إلى تأجيل *إقامة الحفل إلى نهار الأربعاء القادم (6 أيلول 2017).

منذ بداية محنة أسْر العسكريين على أيدي الإرهاب، تمنّينا أن لا يطول احتجازهم. وقفنا إلى جانب أهاليهم متمنين أن لا يتماثل وضعهم بوضعنا. أن لا يصبح اسمهم أهالي مفقودين. وتبقى كلمات والد الأسير محمد، السيد "حسين يوسف" تتردّد في آذاننا " شو لمتْ حالي لأنّي ما حسّيت بوجعكن قبل ما ينأسر ابني ورفقاتو".
إن العثور على رفات رجّح مسؤول أمني رسمي رفيع، ثم جزم، بأنها تعود للعسكريين الأسرى، جعلنا نعيش حالة من الغضب والحزن والانتظار والترقّب لنتائج فحوصات الـ DNA.
نحن أهالي المفقودين والمخفيين قسرياً، مثلنا مثل غالبية اللبنانيين بل أكثر، نتحسّس مشاعر أهالي العسكريين ووجعهم. معهم، نحيا هذه اللحظات الدقيقة والقاسية. فوق ذلك، نحن نشهد على هذا الوضع كتمرين عملي في غاية الصعوبة، نسعى ونطالب من أجل بلوغه ذات يوم نتمناه أن لا يكون بعيداً أكثر.
أعزاءنا أهالي العسكريين الأسرى... عزاؤنا الحار، الصادق لكم. لكل أب وأم وزوجة وابن(ة) وطفل(ة). عذراً منكم إن بلغكم صدى شعور حسدٍ تغلغل تلقائياً فينا، لدينا... حسدٌ على قرب امتلاك كل منكم قبراً سيرقد فيه فلذة كبده. يرتاح فيه، وترتاحون بعيداً عن ضوضاء التوظيف والاستثمار السياسيين..! بئس حكام يجعلون مواطنيهم يحلمون بقبر لحبيب على قلبهم!
لن نستسلم للحزن. لن ندع الغصّة تؤثرعلى حناجرنا... سيبقى صوتنا عالياً يصدح بحق معرفة مصير أحبائنا. حقٌ لن نساوم عليه. حق لن نتخلى عنه. حقنا كحق عائلات الإمام موسى الصدر ورفيقيه. ربَّ صدفةٍ خيرٌ من ميعادٍ أجادتْ التوقيتَ فزامنتْ ذكرى تغييبهم واليوم العالمي للمفقودين.
تعالوا غنّوا معنا الوجع. تعالوا غنّوا الشوق. تعالوا غنّوا الحب. تعالوا غنّوا الحق.
تعالوا لنرغم الحكّام على البدء بتنفيذ إجرائين بديهيين يشكلان حل الحدّ الأدنى، سعياً لإقفال ملف المفقودين والمخفيين قسرياً.
الأول: جمع وحفظ العينات البيولوجية منا (أهالي المفقودين والمخفيين قسرياً).
الثاني: اصدار قانون إنشاء هيئة وطنية مستقلة تنحصر مهمتها بالكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرياً.
هذا الحل يحتاج إلى قرار رسمي جدّي. قرار لا يحتاج تفعيله العملي الى أكثر من 24 ساعة... خصوصاً، أنه لا يتقاطعُ وخلافاتِ أو توافقاتِ الحكام السياسيةَ وأخواتِها.. خصوصاً أيضاً إنه حلٌ لن يحاسبَ أحداً. ولن يشوّشَ على السلمِ الأهلي المهزوز والمنقوص.. بل هو حل ينهي معاناتِنا ويعززُ السلم الحقيقي في البلاد.

لجنة اهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان

- سيتم إحياء اليوم العالمي للمفقود وإطلاق الأغنية "لا ضلّيت ولا فلّيت" المهداة إلى جميع المفقودين والمخفيين قسرياً نهار الأربعاء القادم، 6 أيلول 2017، الساعة 12 ظهراً في بيت المحامي / بيروت.
- إن الإجراءين الأول والثاني للحل، أعلاه، هما موضوع حملة العريضة الوطنية التي أطلقناها بتاريخ 13 نيسان 2017. وهي ما تزال مستمرة لجمع أكبر عدد من التواقيع عليها الكترونياً وورقياً. التوقيع الكترونياً على الرابط:
www.goo.gl/mrWnmy