نشر موقع «بي جي ميديا» Pj media الإخباري الأميركي المحافظ أخيراً ما قال إنها «تسريبات حصرية» من «اجتماع عقد في الأيام الأربعة الأخيرة من شهر آب الماضي بين مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال هيربرت رايموند ماكماستر ووفد إسرائيلي رفيع، تناولا فيه التهديد الذي يشكّله حزب الله على إسرائيل وتفاصيل المناورة العسكرية الإسرائيلية الكبيرة التي تحاكي حرباً جديدة على الجبهة الشمالية والتي نُفذت بعد أيام من الاجتماع». تقرير الموقع الأميركي قال إن «مصادر في الإدارة الأميركية ومصدراً في الحكومة الإسرائيلية «أكّدت أن مشادّات كلامية سجّلت خلال الاجتماع «بعدما رفض ماكماستر مزاعم المسؤولين الإسرائيليين حول مخاطر حزب الله على الأمن الإسرائيلي وقلقهم منها». وقد «علا صراخ ماكماستر في وجه أعضاء الوفد الإسرائيلي» كما ادّعى كاتب المقال ديفيد شتينبورغ. وأضاف أن «المسؤولين الإسرائيليين عبّروا خلال الاجتماع عن قلقهم من المنطقة الآمنة المزمع إقامتها في سوريا، شارحين أن ذلك سيوفر منطقة آمنة لعمل حزب الله»، الأمر الذي «تجاهله ماكماستر ودعا الى صرف النظر عنه».
الاجتماع، حسب الموقع الأميركي، شهد توتراً آخر عندما «احتج المسؤولون الإسرائيليون على حضور مستشار الأمن القومي لشؤون مكافحة الإرهاب مصطفى جواد علي، بسبب مواقف تنسب إلى الأخير حول رفضه إدراج حزب الله على لائحة المنظمات الإرهابية». وقد «قابل ماكماستر الطلب الإسرائيلي بانسحاب علي بالرفض»، حسب التقرير. ونقلت القناة العاشرة الإسرائيلية تفاصيل الخبر بعيد نشره وضجّت به بعض المواقع الإسرائيلية والأميركية، ولا سيما اليمينية المتطرفة طوال الأسبوع الماضي، لكن الإعلام الأميركي السائد لم يتوقف عندها، فيما لم يصدر أي بيان رسمي يوضح ملابسات الخبر.
لكن تقريراً في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية نشر قبل أيام نفى الخبر الأميركي وتسريباته جملة وتفصيلاً. «هآرتس» نقلت عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي مايكل أنتون وعن المتحدث باسم السفارة الإسرائيلية في واشنطن إيتاي بار دوف «نفيهما أن يكون ماكماستر قد صرخ في وجه أي مسؤول إسرائيلي». أنتون نفى أيضاً ما جاء في تقرير شتينبورغ حول المستشار الأمني مصطفى علي، إذ قال إن «علي لم يكن حاضراً في الاجتماع أصلاً ليُطلَب منه المغادرة»، كما أوضح أن علي وماكماستر «لا يرفضان بأي شكل إدراج حزب الله على لائحة الإرهاب»، بل إن ماكماستر «دعا أعضاء مجلس الأمن القومي الى العمل على ابتكار أفكار جديدة لمقاربة حزب الله بطريقة أكثر عدائية».

ماكماستر «دعا الى مقاربة حزب الله بطريقة أكثر عدائية»


المتحدث باسم السفارة الإسرائيلية نفى من جهته أيضاً أن يكون الوفد الإسرائيلي قد «طلب مغادرة علي الاجتماع»، مؤكداً أن «ادعاءات التقرير الصحافي الأميركي خاطئة» ومشدداً على «تقدير إسرائيل جهود ماكماستر في تعزيز العلاقات الأميركية ـــ الإسرائيلية».
ما الذي جرى فعلاً خلال الاجتماع الأميركي ــــ الإسرائيلي إذاً؟ وماذا عن «تسريبات» الموقع الأميركي اليميني المحافظ الذي يصفه البعض بالمثير للجدل، بينما يتهمه آخرون بقلّة المهنية؟ بعض الصحافيين قالوا إن ما نشره موقع «بي جي ميديا» يندرج ضمن «الحملة التي يشنّها المستشار السياسي السابق للرئيس الأميركي ستيفن بانون وفريقه من المحافظين المتشددين»، وخصوصاً أن بانون كان قد اشتبك مع ماكماستر في أكثر من مناسبة قبل إقالته، وهو «يسعى منذ ذلك الحين الى تشويه صورة ماكماستر واتهامه بمعاداة إسرائيل». الحملة التي يشارك فيها صحافيون متطرفون بانحيازهم لإسرائيل، يتهمون ماكماستر بأنه «لا يطبّق أجندة الرئيس دونالد ترامب في ما يتعلّق بالسياسة الأميركية في الشرق الأوسط» و«يخالف ما وعد ترامب بإرسائه أي التأكيد على الجذور الإسلامية للإرهاب». يذكر أن لقاءً عقد في البيت الأبيض في ١٨ آب الماضي، جمع ماكماستر وأعضاء من فريق الأمن القومي مع وفد أمني إسرائيلي ضمّ رئيس الموساد يوسي كوهين والسفير الإسرائيلي في واشنطن وآخرين، تبعته استضافة ماكماستر للوفد على العشاء، ونُشرت صور منه على «تويتر» من حساب مسؤول المحادثات الإسرائيلية ــ الفلسطينية جيسون غرينبلات الذي أكّد في التغريدات أن اللقاء «كان مهماً ومثمراً».