أسئلة كثيرة تركتها زيارة الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري للضنية أمس، حول محطاتها والمواقف التي أطلقها خلالها، علماً بأن مقربين من التيار رأوا أن الزيارة «لم تكن على قدر الآمال، وأظهرت ثغرات كبيرة في صفوف المستقبل، وانتكاسة شعبية لا بدّ من معالجتها قبل فوات الأوان».
وكان لافتاً أن الحريري لم يزر أيّاً من نائبي المنطقة، أحمد فتفت وقاسم عبد العزيز، أو المرشحين الكثر المقربين من التيار، وهو ما فُسّر على أنه محاولة لتفادي الإحراج وعدم التأثير سلباً على التماسك الهشّ لقاعدة التيار في منطقة تشهد فيها شعبيته تراجعاً ملحوظاً. وهذا ما ظهر واضحاً عبر الحضور الشعبي الخجول الذي كان في انتظاره، رغم إطلاق مناصرين الرصاص في الهواء لدى وصول الحريري على مرأى ومسمع منه ومن مسؤولي الأجهزة الأمنية وعناصرها.
اختار الحريري بلدة إيزال محطة أولى لزيارته، وهي البلدة التي زارها قبل أيام النائب السابق جهاد الصمد ودشّن فيها مشاريع تزفيت. لكن حساب الحقل لم ينطبق على حساب البيدر، إذ قوبل الحريري بأسئلة محرجة حول وعوده السابقة للبلدة والمنطقة، وعن المشاريع التي جاء بها، فاكتفى بتسلم كتاب من رئيس البلدية يتضمن مشاريع تحتاج إليها البلدة، واعداً بتلبيتها. وفي محطة أخرى، لم يزد عدد المستقبلين على 50 شخصاً في ساحة وُضع فيها لاستقباله أكثر من 500 كرسي. أما في الغداء الذي أقامه رئيس بلدية بقرصونا السابق محمد بكور، في جرد الضنية، فقد كانت أكثرية الحضور من المقربين من بكور والمحسوبين عليه وليس على تيار المستقبل. أما في بلدة بخعون، فقد كانت المحطة الأبرز للحريري، ومعه النائبان فتفت وعبد العزيز وكوادر من التيار الأزرق، في منزل مخبر لدى أحد الأجهزة الأمنية!
الحريري دعا أثناء زيارته منسقية التيار في الضنية الى «زيارة الناس في بيوتهم والاستماع إلى مشاكلهم وقضاياهم بعيداً عن أي أهداف سياسية أو انتخابية»، وهو ما عدّه مستقبليون انتقاداً ضمنياً للنواب الذين تحولوا إلى عبء على التيار بدلاً من أن يشكلوا رافعة له.