في الساعات الاولى من فجر أمس، تسلّمت السلطات اللبنانية من السلطات التركية الموقوف اللبناني محمد ح، المشتبه في تعامله مع استخبارات العدو الاسرائيلي، ومشاركته في محاولة اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس(، محمد حمدان، في مدينة صيدا، يوم 14 كانون الثاني الجاري، بتفجير عبوة ناسفة أسفل سيارته.
وبحسب مصادر معنية بالملف، فإن الموقوف الذي يستجوبه محققو فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي، أقرّ بتعامله مع استخبارات العدو منذ أكثر من عام، ولا يزال مصراً خلال التحقيق معه على أن دوره محصور بالامور اللوجستية، وتحديداً النقل. الرجل الذي يبلغ من العمر 44 عاماً، يعمل سائق تاكسي. وكان مشغّله الاسرائيلي، بحسب زعمه، يتصل به ويطلب منه ملاقاة أفراد محددين في مكان محدد، وأن يقلهم إلى امكنة يختارونها له، أو يحددها المشغل، على أن يهتم بمتطلباتهم كتأمين المأكل لهم. وقال الموقوف إن مشغّله طلب منه أن يقل المشتبه فيه الآخر في الجريمة نفسها، الفار محمد ب، من بيروت إلى صيدا، اكثر من مرة. وكان برفقة محمد شخص آخر، لم يكن يتحدّث بأي كلمة خلال الرحلة من بيروت إلى صيدا، أو في طريق العودة.

المتهم أقل
منفذي العملية
إلى صيدا قبل أن يعيدهم الى بيروت

وفجر 14 كانون الثاني، أقل سائق التاكسي «زميليه» في الجاسوسية، محمد ب ومرافقه المجهول، إلى صيدا. وبعدما أوصلهما إلى داخل المدينة، اتجه إلى كورنيش البحر، حيث ركن سيارته ونام داخلها. ويجري التدقيق في عدد المرات التي انتقل فيها من بيروت إلى صيدا. وبعد تنفيذ الجريمة، اتجه محمد ب. ورفيقه إلى مكان ركن سيارة الأجرة التي يملكها محمد ح، فأقلهما الأخير إلى بيروت، ونزلا من سيارته عند نهاية جسر فؤاد شهاب، من الجهة الشرقية، فيما غادر هو ولم يعرف عنهما شيئاً. وتحسّباً لانكشاف أمره، سافر ليل اليوم التالي إلى تركيا. وقد أوقفته السلطات التركية الأسبوع الفائت، بناءً على طلب رئيس الحكومة سعد الحريري، بعدما تمكّن فرع المعلومات من تحديد هويته.
وبحسب المصادر، زعم الموقوف محمد ح. إنه لا يعرف أي تفاصيل عن الشخصين اللذين كان يقلّهما، وأن محمد ب. كان يتحدّث معه بكلمات قليلة، فيما كان الآخر صامتاً دائماً.
وفي السياق عينه، تستمر مديرية استخبارات الجيش في التحقيق في الجريمة نفسها. وقد حدّدت المديرية مستودعاً قريباً من منزل حمدان، استخدمه عملاء استخبارات العدو لمراقبته. وجرى استئجار المستودع قبل 6 أشهر، باستخدام اوراق ثبوتية مزوّرة. وتمكّنت استخبارات الجيش اللبناني من الحصول على معلومات تؤكد وجود سيدة شاركت في رصد مسرح الجريمة قبل يومين من التفجير. وبحسب أحد الشهود، فإن السيدة لم تكن تتحدّث العربية، وانها كانت برفقة شاب يتحدّث اللهجة اللبنانية، تبيّن للمحققين ان مواصفاته تطابق مواصفات المشتبه فيه الفار محمد ب.
سياسياً، قال رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، إسماعيل هنية، إنه اطلع على آخر الأخبار «التي تفيد بأن تركيا أوقفت أحد المشتبه فيهم وسلمته للحكومة اللبنانية... أعبّر عن عظيم الشكر والتقدير للدولة اللبنانية بكافة أجهزتها السيادية والأمنية التي بذلت جهوداً استثنائية، وكشفت خيوط الجريمة في وقت استثنائي».
وأضاف في كلمة ألقاها من منزله في غزة أمس، إن «محاولة الاغتيال التي تعرض لها (الكادر في الحركة) محمد حمدان لا تمثل عدواناً على حماس فقط، بل على الوجود الفلسطيني كله في لبنان، وتستهدف أمن لبنان واستقراره وسيادته»، لافتاً إلى «تورط الموساد الإسرائيلي في محاولة اغتيال حمدان»، ومُحملاً في الوقت نفسه العدو الإسرائيلي أي نتائج مترتبة على هذه الجريمة.