هل يمكن إصلاح ذات البين بين الحلفاء والخصوم في دائرة الجنوب الثالثة (النبطية، بنت جبيل، ومرجعيون ــ حاصبيا) وتذليل العقبات في غضون خمسة أيام فقط، أي قبل إقفال باب تسجيل اللوائح الانتخابية؟ تنحو الخلافات الشائكة إما إلى تسجيل أكثر من خمس لوائح أو تسجيل انسحاب عدد ليس بقليل من المرشحين.يوم أمس، سقطت محاولة جديدة لتوحيد اللوائح. المرشح عن المقعد السني في قضاء حاصبيا مرجعيون عماد الخطيب المدعوم من تيار المستقبل ووفد من التيار الوطني الحر (بات تحالف المستقبل والعونيين مرجحاً) التقيا بممثلين عن حزبي الكتائب والقوات اللبنانية اللذين يخوضان معركة المقعد الأرثوذوكسي في القضاء بسلاح مرشح القوات فادي سلامة. هدف اللقاء بحسب أحد الكتائبيين المشاركين، عرض مستقبلي عوني يقضي بانسحاب سلامة لمصلحة المرشح الأرثوذوكسي شادي مسعد، المدعوم من الكتائب والقوات. العرض سقط بالضربة القاضية. «نرفض الاستمرار بمصادرة التمثيل المسيحي في القضاء وإسقاط أسماء مرشحين من دون الوقوف على رأي الأهالي»، بحسب الكتائبي.
تستند القوات والكتائب إلى أن «اليمينية المسيحية لم تمت في القرى المسيحية في حاصبيا ومرجعيون، في مقابل تقهقر قوى اليسار الذي كان يتقاسم انتماءات معظم أبناء المنطقة مع الكتائب. في حين أن التيار الوطني الحر وجد مرقداً له في قرى قضاء بنت جبيل أكثر من قرى مرجعيون وحاصبيا». قوى اليسار واليمين تتفق على ضرورة إزاحة ابن راشيا الفخار (قضاء حاصبيا) أسعد حردان عن المقعد الأرثوذوكسي الجالس فيه منذ 26 عاماً. لكنها تختلف على البديل. إلى جانب سلامة، مرشح القوات، ابن جديدة مرجعيون، رشح «الوطني الحر» شادي مسعد ابن برج الملوك (قضاء مرجعيون) بعد فشل مفاوضاته مع الحزب السوري القومي الاجتماعي في دوائر أخرى. أما الحزب الشيوعي، المرتاح إلى قاعدته التاريخية في عيترون وراشيا الفخار ودير ميماس وإبل السقي، فقد رشح الطبيبة هالة أبو كسم ابنة جديدة مرجعيون. قبل اعتمادها، رشحت أسماء عدة، منها اقتراح بعض الكوادر بترشيح الأمين العام للحزب حنا غريب. أما رئيس تيار الانتماء اللبناني أحمد الأسعد، فقد رشح منح صعب.
في السر والعلن، خاضت القوى المتنافسة مشاورات لتتوحد ضمن لائحة واحدة. ماكينة «الشيوعي» أكدت أن الفيتو الذي وضعه الحزب على «قوى السلطة والرجعية» قطع الطريق أمام التحالف مع العوني والمستقبل وأحزاب اليمين والأسعد. إلا أن مصادر مواكبة أكدت حصول جلسات تشاورية بين الشيوعيين من جهة والخطيب والعونيين من جهة أخرى للتوحد في لائحة واحدة. إلا أن تمسك كل من الشيوعي و«العوني» بمرشحه الأرثوذوكسي، فضّ الجلسات.
الخلاف على «الأرثوذوكسي» انسحب على المقعد السني. يتجه «المستقبل» و«العوني» لتأليف لائحة تضم الخطيب ابن شبعا، في ظل ترجيح انضمام الجماعة الإسلامية التي تملك قوة تجييرية في العرقوب، إليهما. ولم يحسم «الشيوعي» مرشحه السني، في ظل حديث عن أرجحية اعتماد سعيد عيسى ابن الهبارية، بعد المآخذ التي وضعت على محمد حمدان من هيئة أبناء العرقوب لكونه محسوباً على المؤتمر الشعبي المتحالف مع «قوى السلطة» في بيروت. أما الأسعد، فقد رشح العميد المتقاعد عدنان الخطيب ابن شبعا أيضاً.
مصدر مواكب للمشاورات في دائرة الجنوب الثالثة، رجح أن ينتهي المشهد في غضون أيام إلى لائحة حزب الله وحركة أمل وحلفائهما ولائحة ثانية تضم القوات والكتائب وأحمد الأسعد واليسار الديموقراطي وجزء من التيار المناهض لحزب الله وحركة أمل مثل علي الأمين ورامي عليق. إضافة إلى لائحة المستقبل والعونيين، ستبرز لائحة الشيوعيين وعدد من الشخصيات المستقلة. الخلاف بين تلك الأطراف الثلاثة، قد يفرز لوائح أخرى تضم من لم يضم إلى اللوائح الثلاثة أو من اعترض على تركيبتها. في هذا الإطار، تحدّث عباس شرف الدين، المرشح الشيعي في حاصبيا مرجعيون المدعوم من «الوطني الحر»، عن احتمال استقلاله مع زميله المرشح الشيعي في النبطية المدعوم من العونيين مصطفى بدر الدين، عن التيار وتأليفهما لائحة من الشخصيات المستقلة. ولفت في حديث لـ«الأخبار» إلى أن الاستقلال سببه عدم التوصل إلى اتفاق بين العونيين والشيوعيين لتأليف لائحة واحدة. علماً بأن مرشحين شيعة كبدر الدين وشرف الدين ونديم عسيران وآخرين، حسبوا على لائحة مدعومة من الشيوعي ومنظمة العمل والقوى المستقلة والوطني الحر.