رسمياً، أقفلَ مُنتصف ليلِ الاثنين ــ الثلاثاء فصل من فُصول الانتخابات النيابية، وفتحَ الباب على فصلٍ آخر وأخير قبلَ التوجّه إلى صناديق الاقتراع في 6 أيار المُقبل. تمثّل هذا الفصل بانتهاء مُهلة تسجيل اللوائح لدى وزارة الداخلية، وقد وصل العدد النهائي للوائح التي سُجِّلَت إلى 77، يفترض أن تتنافس في 15 دائرة وفق قانون سيُعتمد للمرة الأولى في تاريخ لبنان، وهو نظام الاقتراع النسبي مع صوتٍ تفضيلي.وبإعلان اللوائح، رسا عدد المرشحين المقبولين على 583 مرشحاً، ما يعني أن 334 مرشحاً أقصوا أنفسهم أو جرى إقصاؤهم، فخرجوا من السباق لأنهم لم يجدوا لوائح تضمّهم، أو قرروا عدم الانضمام إلى لوائح. وتوزعت اللوائح على الدوائر وفق الآتي:
عكار: 6 لوائح
طرابلس ــ المنية الضنية: 8 لوائح
بشرّي ــ زغرتا ــ الكورة ــ البترون: 4 لوائح
كسروان ــ جبيل: 5 لوائح
المتن: 5 لوائح
بعبدا: 4 لوائح
الشوف ــ عاليه: 6 لوائح
صيدا ــ جزين: 4 لوائح
صور ــ الزهراني: لائحتان
النبطية ــ بنت جبيل ــ مرجعيون ــ حاصبيا: 6 لوائح
البقاع الغربي ــ راشيا: 3 لوائح
زحلة: 5 لوائح
بعلبك ــ الهرمل: 5 لوائح
بيروت الأولى: 5 لوائح
بيروت الثانية: 9 لوائح.
ومع انتهاء مهلة تسجيل اللوائح الانتخابية رسمياً، واكتمال صورة التحالفات، يصبح السؤال المحوري، اليوم هو: كيف سيكون شكل المشهد السياسي بعد الانتخابات، خصوصاً بعد أن لجأت القوى السياسية إلى إعادة صياغة تحالفات جديدة مُختلفة عن تلك التي عُقدت خلال انتخابات عام 2009. كذلك، إعادة خلط هذه التحالفات وإنهاء ما يسمى فريقَي 8 و14 آذار اللذين تحكّما بمعالم الساحة السياسية منذ عام 2005، فضلاً عن القانون الجديد الذي يسمح لغير القوى السياسية التقليدية بأن تضمن لنفسها مقاعد في المجلس النيابي الجديد.
على صعيد التحالفات الانتخابية، كانت قنوات التواصل لا تزال مفتوحة حتى يومِ أمس، خصوصاً في بعض الدوائر التي كادت فعلاً أن تصِل فيها الأمور إلى وضعية شبه مقفلة، لكنها عادت وانفتحت إلى نتائج ملموسة، وإن على غير ما ارتضته المكونات السياسية. ففي البقاع الغربي مثلاً، بعد مفاوضات طويلة افترق تيار المستقبل والوطني الحرّ، بعد أن حسم الأول أمره في ترشيح هنري شديد (عن المقعد الماروني)، وغسان سكاف (عن المقعد الأرثوذكسي)، وهو من حصة الحزب التقدمي الاشتراكي، وعملياً، بات التيار الوطني الحرّ خارج لائحة 8 آذار، وكذلك خارج لائحة المستقبل - الاشتراكي. وقد فشلت المفاوضات بين الطرفين بعد أن أصرّ الوطني الحرّ على المقعدين الماروني والأرثوذكسي، وتمسكوا بالأول لمصلحة مرشّحهم شربل مارون. وقد جرى البحث خلال المفاوضات في إمكانية الاتفاق على مرشّح واحد، على أن يقرّر الفائز بعد الانتخابات، الكتلة التي يريد أن ينتمي إليها، وفق قاعدة تقاسم النواب. فيما قرر نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي، الترشّح بصفته الشخصية على لائحة 8 آذار في هذه الدائرة، مبدياً حرصه على القول: «أنا مرشح العماد ميشال عون في هذه اللائحة». وسيعلن التيار الوطني الحر اليوم اسم اللائحة التي سيدعمها في البقاع الغربي ــ راشيا، وفي الزهراني صور، كما في لائحة الشمال الثانية (طرابلس ــ المنية ــ الضنية)، حيث انضم مرشحه طوني ماروني إلى اللائحة التي ألّفها رئيس المركز الوطني في الشمال، كمال الخير.
لائحة حزب الله وقرداحي تكتمل
المرحلة الفاصلة عن الموعد المنتظر ستكون مرحلة الماكينات الانتخابية


من جهة أخرى، بعدما حُسم الطلاق الانتخابي بين «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» في دائرة كسروان – جبيل، أفضت الاتصالات التي أجراها الوزير السابق جان لوي قرداحي مع عدد من الشخصيات الكسروانية المرشحة إلى تشكيل لائحة مكتملة بالتحالف مع مرشح «حزب الله» في جبيل الشيخ حسين زعيتر. وتضمّ لائحة التضامن الوطني إلى جانب قرداحي وزعيتر كلاً من بسام الهاشم (جبيل)، ميشال كيروز، زينة الكلاب، جوزيف الزايك، كارلوس أبي ناضر وجوزيف زغيب (كسروان).
وفي السياق، قال وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، خلال تفقّده مديرية الشؤون السياسية واللاجئين في الوزارة، ليل أمس: «إنّني تفاجأت بعدد اللوائح في بيروت، فلم أتوقّع أن يكون عددها 9»، مشيراً إلى «أنّني لم أتفاجأ بعددها في طرابلس»، ولكن «حلو خلّي الناس تتنافس». ورداً على سؤال عن كيف أنّه سيراقب الانتخابات النيابية وهو مرشّح، أوضح أنّ «المرّة الجايي ما لازم يكون في بالحكومة مرشحين»، مشيراً إلى «أنّني قلت منذ 7 أشهر وأكرّر إنّ الانتخابات ستحصل وفق الأصول وأضمن حصولها بأجواء أمنيّة مريحة».

جنبلاط: لا نتحمل محاور في لبنان
من جهته، رأى النائب وليد جنبلاط أن «الانتخابات لن تحقق طموحات اللبنانيين الذين يُريدون التغيير نحو نظام أفضل، لكن بحد ذاتها هناك انتخابات قد تأتي بوجوه جديدة تخلق حركية معينة في مجلس النواب تقودنا ربما إلى الأفضل». وفي حديث لقناة «فرانس 24» حذّر جنبلاط من «من بداية الاصطفافات في لبنان مع فريق العمل الأميركي الجديد تحت شعار محاربة إيران أو محاربة نفوذ حزب الله، فنحن لا نتحمّل محاور في لبنان». وقال إنه لا يحبذ توجيه ضربة عسكرية أميركية ضد النظام السوري، وقال إن إيران موجودة بسبب الفراغ الذي سببه تخلي العرب عن قضية فلسطين، متوقعاً أن يزداد الطوق حول لبنان، وتغيير وزير الدفاع الأميركي. ورأى أنه إذا حصلت ضربة عسكرية إسرائيلية للبنان، «فسيدمرون لبنان، ولكنهم لن ينتصروا». ونصح بأن لا يراهن أحد على تأجيل الانتخابات.

بري يحدّد موعد جلسة الموازنة
وفي سياق آخر، قرر رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد التشاور مع هيئة مكتب المجلس حول جدول أعمال الجلسة العامة، الدعوة إلى عقد جلسة عامة يومي الأربعاء والخميس لدرس وإقرار مشروع قانون موازنة عام 2018 وملحقاتها. وقد جاء هذا القرار بعد أن عقدت لجنة المال والموازنة برئاسة النائب إبراهيم كنعان آخر جلسة لها، وكاد أن يبيت أعضاؤها ليلتهم أمس في المجلس، إذ استمرت الجلسة أكثر من خمس ساعات، انتهت إلى إنجاز التقرير النهائي لموازنة عام 2018، ورفعه إلى رئاسة المجلس.