تفاعل الحُكم على اللبنانية منى مذبوح من قبل محكمة جنح مصر الجديدة في القاهرة، أول من أمس، بالسجن لمدة ثماني سنوات، بتهمة «الإساءة إلى الشعب المصري»، في أوساط الحقوقيين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي. ويتّجه عدد من هؤلاء إلى تنظيم اعتصام أمام السفارة المصرية في الأيام المُقبلة احتجاجاً على الحكم.وكانت مذبوح نشرت على صفحتها الخاصة على «فايسبوك»، في أيار الماضي، مقطع فيديو شتمت فيه «المصريين» على خلفية تعرّضها للتحرّش اللفظي، كما تعرّضت للنساء المصريات بعبارات نابية في سياق إبدائها الامتعاض من واقع التحرّش السائد في مصر. وعلى رغم أن الفيديو الذي صوّرته مذبوح كان موجهاً إلى «مجموعة محددة من أصدقائها لا تتجاوز الـ25 على الفايسبوك»، بحسب ما أوضحت في ما بعد، إلّا أن الفيديو انتشر في شكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي وأثار ردود فعل عنيفة من ناشطين مصريين طالبوا بترحيل مذبوح التي تزور مصر كل سنة (قالت إنها تزور مصر منذ أربع سنوات وتمكث فيها كل مرة نحو شهرين)، فيما ذهب آخرون إلى المطالبة بمحاسبتها وسجنها بتهمة إهانة الشعب المصري وازدراء الأديان نظراً لتناولها مسألة الإفطار خلال شهر رمضان، فضلا عن التطاول على رئيس البلاد بسبب قولها إن الشعب المصري يستحق «الظلم اللاحق به».
وداد المصري، والدة منى، قالت لـ «الأخبار» إنّ جلسة الحكم عُقدت في 7 من الشهر الجاري، وقضى الحكم بالسجن على ابنتها 11 عاماً «وبعد ساعة من الحكم، خُفّض إلى ثماني سنوات». ونقلت المصري عن محامي ابنتها أن الأخيرة انهارت في الجلسة «ووضعها الصحي والنفسي متدهور جداً».
برّر والدا مذبوح رد فعلها على تعرضها للتحرش بأنها «مريضة أعصاب»


بحسب والدة مذبوح، فإنّ القنصل اللبناني في القاهرة أبلغهما بتوقيف ابنتهما في مطار القاهرة في 31 أيار الماضي، «لكننا انتظرنا من السفارة اللبنانية توكيل محام لها والوقوف إلى جانبها هناك، إلا أن هذا الأمر لم يحصل»، مُشيرة إلى أنه لم يحضر مع ابنتها في جلسة أول من أمس أحد من السفارة اللبنانية.
يُبرّر والدا المذبوح تصرّف ابنتهما بأنه ناجم عن ردّ فعل على تعرّضها للتحرّش في مصر، وأوضحا أن «منى مريضة أعصاب، وتخضع للعلاج منذ مدّة، لذلك فإن ردود أفعالها قاسية».
بمساعدة خالة مذبوح، تمكّن الوالدان من توكيل محام لابنتهما الوحيدة، وهما ينتظران جلسة الاستئناف المقرر انعقادها في 29 الجاري.
«الأخبار» حاولت التواصل مع المعنيين في وزارة الخارجية والمغتربين إلا أنهم لم يردوا على اتصالاتها، فيما أُبلغت والدة منى بضرورة التواصل مع الرؤساء الثلاثة من أجل حل قضية ابنتها، على اعتبار أن القضية تحتاج إلى مفاوضات على مستوى الدولتين!