السبت في الثاني عشر من آب 2006. يوم دشّنه مجلس الأمن فجراً بإصدار القرار 1701، وعمدته المقاومة بملاحم برية أسطورية، فيما حاول الاحتلال خوض سباق مع الوقت (موعد وقف العمليات الحربية)، فشنّ أوسع غارات جوية كما نفذ أكبر عملية إنزال جوي في تاريخه، محاولاً إنزال جنوده عند ضفة الليطاني الشمالية، ولو لدقائق معدودة، لكن المقاومة كانت بالمرصاد، كما كانت لهم من قبل في بنت جبيل، فسقط حلم رفع العلم الإسرائيلي في الليطاني. في هذا اليوم، تكثفت وتيرة المشاورات المحلية لملاقاة ما يجري في أروقة مجلس الأمن، خصوصاً بعد صدور القرار الدولي الذي حمل في طياته إقرار إسرائيل بفشل عدوانها. تغيّرت نبرة بعض الوزراء لا بل زايد بعضهم على وزراء المقاومة في الحديث عن بطولات المقاومين وهزيمة إسرائيل. وحده الرئيس فؤاد السنيورة، وبعد أن قدّم مداخلة رفض فيها أن يخضعه أحد لاختبار الوطنية والقومية، ذهب بعيداً في قراءة مندرجات القرار الدولي الجديد. كان يصر على جعل منطقة جنوب الليطاني خالية من السلاح لا بل «إذا علموا بأي واحد وبأي مكان سيأخذونها (الجيش واليونيفيل) ولو كانت عويسية (سكين)». كان قرار الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله يقضي بعدم تفجير الموقف في مجلس الوزراء، والحفاظ على الموقف الوطني بحدوده التي لا تمس إصرار المقاومة على التحفظ على بعض البنود التي نص عليها القرار. اجتمع الخليلان (علي وحسين) بالسنيورة، ولكن ما طلبه رئيس حكومة لبنان آنذاك، لم يتجرأ الإسرائيلي على المطالبة به. أطل السيد نصرالله عبر شاشة «المنار» معلناً تحفظ المقاومة على بعض البنود وأعلن التزام المقاومة بوقف الأعمال العسكرية فور التزام إسرائيل بذلك.في مجلس الوزراء، كان النقاش لا يمت بصلة إلى الميدان، لكن في ختام الجلسة، تقرر أن يعود مجلس الوزراء للانعقاد في اليوم التالي، بالتزامن مع جلسة تعقدها حكومة العدو حتى يتسنى معرفة الموقف الإسرائيلي من القرار 1701.
تنشر «الأخبار»، اليوم، موجزاً من نقاشات جلسة مجلس الوزراء المطولة في الثاني عشر من تموز 2006:

فؤاد السنيورة: أرجو فخامة الرئيس أن نعطي الجيش التعليمات الواضحة التي تمكّنه من أداء مهامه، بما يتوقعه اللبنانيون منه، وأيضاً نكون محافظين على صدقيتنا، لأنه في قرار مجلس الأمن (1701) سنكون أمام قوة يونيفيل، لم تعد قوة فقط لعد الأهداف، ترانا وتحسب علينا.
محمد فنيش: لن أكون أقل مما عبّر عنه المندوب القطري في مجلس الأمن حول القرار، وإن هذا القرار لم يكن متوازناً، وأنا أريد أن أقول إنه لم يكن منصفاً ولا عادلاً ولا موضوعياً، لأنه عندما يريد أن يبرئ المجرم ولا يدينه، ويعتبر بصياغة فيها تذاكي أن هذا التدمير الذي حصل في لبنان هو بسبب هذه العملية (الأسر)، فهذا تبرئة لإسرائيل من أعمالها التدميرية، وأعتقد أنه يصادر حقنا بإمكانية المطالبة بتعويضات أو بملاحقة إسرائيل على جرائمها، لأن الموافقة على هذا القرار، من دون التحفظ على هذه الفقرة من قبل الحكومة اللبنانية، وكأننا أسقطنا حقنا بمطالبة إسرائيل بالتعويضات. الأمر الآخر عندما يتحدث عن الأسيرين الإسرائيليين، يتحدث عن إفراج غير مشروط، وعندما يأتي إلى الأسرى اللبنانيين يهتم، يشجع على بذل جهود، وكأنه يتعاطى هنا مع قضية إنسانية وهناك مع قضية لا علاقة لها بالإنسانية. هذا تمييز عنصري مع الأسف الشديد يصدر عن مؤسسة دولية. مجلس الأمن رحّب بقرار الحكومة ولم يلتزم بالنقاط السبع ورحّب بالتزام الحكومة ولم يلتزم بالنقاط السبع. أما بخصوص الانسحاب، فهو ليس فورياً، هذا أيضاً تواطؤ ضمني لإعطاء فرصة لإسرائيل لكي تقوم بمزيد من التدمير، أي مبدأ بالقانون الدولي أو ميثاق الأمم المتحدة يجيز ولو لساعة بقاء قوات احتلال في أراضي دولة أخرى، هذا القرار يكرّس بقاء إسرائيل بحجة إيقاف العمليات والهجومات وليس إيقاف العدوان والانسحاب، ولذلك حقنا في المقاومة لا يمكن أن نفرّط به ولا يمكن أن نساوم عليه. الذي يمكن أن نقوله بهذا الموضوع، إلى أن ينفذ الانسحاب الكامل لإسرائيل، إذا التزموا بتفاهم نيسان قواعد الاشتباك معهم هي من ضمن تفاهم نيسان. أما إذا لم يلتزموا بتفاهم نيسان نحن في حلّ من ذلك. الأمين العام يريد أن يدرس موضوع مزارع شبعا وأعطي مدة شهر، ما معناه أن مصير مزارع شبعا غير واضح وربطه بصياغة ذكر بها حلاً طويل الأمد، وبالتالي الحديث عن نزع سلاح، أنا برأيي هذا غير وارد، لا أحد يتكلم عن موضوع نزع سلاح قبل أن نرى النقاط السبع تنفذ بكامل نقاطها، هذه هي ملاحظاتي، لأن آلية نشر الجيش والأسئلة التي طرحها قائد الجيش، موضوع الخط الأزرق، لا يحتوي على مزارع شبعا، ما معناه جعلنا هذا التحفظ الذي أبديناه على الانسحاب الإسرائيلي في عام 2000 لأنه كان محل نزاع، إذاً الآن نريد أن نعتبر أن انتشار الجيش سيشمل هذه المنطقة، وكأننا أسقطنا مطالبتنا بما يتعلق بمزارع شبعا.
بيار الجميل: ألا يوجد قرار بالمزارع؟
فنيش: كلا، لا يوجد كلام عن حل لمزارع شبعا، هناك كلام عن الخط الأزرق، الخط الأزرق كما نعلم أنه لم يشمل منطقة مزارع شبعا عند الانسحاب في عام 2000، ظلت منطقة ملتبسة أو متنازعاً عليها، لا أعرف ما هي الصيغة التي تم الاتفاق عليها، وكأننا نعتبر أن الخط الأزرق يشمل الحدود التي تغطي الاحتلال في مزارع شبعا، وهذا بالتأكيد لدينا تحفظ عليه، طبعاً لن نستطيع أن نوافق عليه، لأن هذا سيسقط مطالبتنا بما يتعلق بموضوع مزارع شبعا، أريد أن أقول إننا بالنهاية حاضرون أن نتعاون مع الحكومة بكل إيجابية من أجل إيقاف هذا العدوان، ولكن هذه تحفظاتنا على هذه النقاط التي وردت في قرار مجلس الأمن، وما يعود للحكومة أن تقرر بالنسبة إلينا هذا القرار وهذه تحفظاتنا، وبالنهاية الحكومة هي من تقرر، وما يتعلق بالحل الدائم الذي له علاقة بموضوع سلاح المقاومة، هذا مرتبط بالحل النهائي لموضوع مزارع شبعا، ليس هذا الحل الذي ورد في قرار مجلس الأمن.
أحمد فتفت: وماذا عن موضوع نزع السلاح في جنوب الليطاني عند انتشار الجيش.
فنيش: لا يوجد نزع سلاح، حتى قرار مجلس الأمن لا يتحدث عن نزع سلاح، نتكلم عن منطقة ترتيبات أمنية من ضمن الحل الدائم.
فتفت: لأن الجيش وسابقاً وعن لسان وزير الدفاع، أن لا انتشار إذا كان هناك سلاح.
فنيش متوجهاً لفتفت: هذا قرار سياسي، لا يقرره هو، بالإذن من معالي وزير الدفاع وقيادة الجيش، هذا قرار يقرّره مجلس الوزراء. الجيش ينتشر في منطقة الشريط الحدودي لا مشكلة بذلك، أما تحت عنوان نزع سلاح المقاومة فهذا غير وارد.
فتفت لفنيش: حتى جنوب الليطاني؟
فنيش: أكيد.
السنيورة: التزامنا مع المجتمع الدولي أن لا يكون هناك أي سلاح، هذا شرط


بيار الجميل: أنا باعتقادي أن المقاومة أحرزت إنجازاً بدفاعها عن لبنان. نعم علينا أن نعترف أن هذه المقاومة قامت بدور فظيع، ولكن لبنان نتيجة هذا الصراع الكبير دفع فاتورة غالية، ما معناه أن المقاومة تستطيع أن تتحمل أكثر، إنما لبنان لا يستطيع أن يتحمل، وهذا القرار الدولي يعطينا اليوم فرصة أن لا نخرج من مظلة الشرعية الدولية، تفاهم نيسان ليس ضمانة أكثر من القرار 1701، تفاهم نيسان ليس ثابتاً أكثر من الشرعية الدولية، لنعترف نحن كحكومة أن دورنا أن ننقذ لبنان، وبذات الوقت أن نتخذ قراراً وإن كانت المقاومة لديها تحفظات عليه، أن نتخذ قراراً بالنهاية لنحفظ دور لبنان داخل المجتمع الدولي، لأنه إذا استمرت الحرب على ما هي عليه ولم يكن هناك إجماع من لبنان بتبني هذا القرار، ما هو هامش التحرك الذي يبقى للبنان وللبنانيين بإمكانية وقف إطلاق النار وإمكانية سحب إسرائيل جيشها من جنوب لبنان. نحن انتصرنا في عام 2000 بأن إسرائيل خرجت من لبنان، وفي عام 2005 خرجت سوريا من لبنان، بقي موضوع مزارع شبعا، لا يمكننا أن نحمّل المقاومة أكثر مما تحتمل هي نفسها، أكثر شيء يرسلوا الشباب ويموتوا ويستشهدوا وكتّر الله خيرهم، لا يمكننا بالنهاية، المسؤولين عن البلد وعن المقاومة، أن نطلب منهم أن يقوموا بشيء أكثر من طاقتهم بهذا المجال، هذا رأيي، لا أعرف إذا لديهم الإمكانية أن يقدموا أكثر، ولكن نحن بالنهاية يجب أن نستوعب الوضع وأن نخرج منتصرين من هذه المعركة. اليوم إسرائيل هي نفسها تعترف أنها خسرت عسكرياً، مضى شهر ولم يستطيعوا الدخول، والمقاومة قامت بعمل بطولي بدفاعها عن لبنان، بالنهاية جاء القرار الدولي، أعتقد أنها فرصة لنا أن نخرج منتصرين من هذه الحرب، وليس فقط أن نحافظ على ماء الوجه. وأنا أعترف أن هذا القرار فيه أمور جيدة وفيه الكثير من الأفخاخ. هذا القرار ليس قراراً مضموناً من حيث أنه يرضي كل الناس، أنا أقترح، فخامة الرئيس، أن يكون قرار بالإجماع من دون تحفظ.
فنيش: حتى الحكومة الإسرائيلية لا تتخذ قراراتها بالإجماع، الأمر الثاني الجيش يجب أن ينزع سلاحاً، لماذا هذه الحدية بالتعاطي مع الموضوع، هناك إمكانية أن ينتشر الجيش، المقاومة أساساً، كما قال قائد الجيش، حتى في شمال النهر لا توجد مظاهر مسلحة، ما الخوف؟ القرار يقول إن هناك ترتيبات تم الكلام عنها بعد شهر من موضوع الحل الدائم، الآن سيحكى بموضوع أن يتوجه الجيش ويقوم بنزع سلاح، كيف ذلك؟
مروان حمادة: أخي محمد (فنيش) أعتقد أننا لم نستمع جيداً إلى ما قاله رئيس الوزراء، وكذلك وزير الدفاع منذ 4 – 5 أيام، أن الجيش لن يتوجه لنزع سلاح بالطريقة القسرية، إنه من ضمن الـPackage deal الذي حصل حتى تعود إسرائيل إلى الوراء ونفتح خلال 30 يوماً ملف شبعا، وقضية الأسرى أنا أعتقد منتهية، القضية ليست قضية تذاكي على المجتمع الدولي، إذا اليوم، فخامة الرئيس، لم نخرج بقرار بالإجماع فأنا أتضامن مع محمد (فنيش) ولا أمشي بقرار، لأنه بكل صراحة كأننا نعطي ورقة للإسرائيليين بأن يستمروا بالقصف على المقاومة، وأن يستمروا بالقصف على لبنان كله، هذه لحظة تاريخية.
طراد حمادة: باستطاعة الحكومة أن تتخذ القرار الذي تريده، القرار يكون بإجماع الحكومة مع الحق بإبداء رأينا وتحفظنا في بعض النقاط التي نرى أنه من واجبنا أن نوضح موقفنا منها. ثانياً بالنسبة للأسرى، الحكومة هي من ستقرر التصرف بموضوع الأسرى، وعندما اتفقنا على نزول الجيش قلنا ولا مرة كانت هناك مشكلة بين الجيش والمقاومة، ليس المطلوب من الجيش اللبناني أن يقدم دلائل واضحة أن هذا سلاح المقاومة، ولا مطلوب من المقاومة أن تحرج الجيش وتضع راجمة صواريخ وتقصف.
ميشال فرعون: إذا كان لا يوجد توافق تام بين الحكومة والمقاومة على تطبيق القرار، بالنهاية لا يمكن أن تلتزم الحكومة بشيء تجاه المجتمع الدولي.
فنيش: ألم يتكلم القرار عن حل طويل الأمد ووقف إطلاق نار دائم. هل الجيش سيتوجه الآن لنزع سلاح المقاومة.
السنيورة: كلا، انتبه، لنكن واضحين، هذا الموضوع ليس معنى ذلك أن يبقى سلاح، هناك مبدأ أساسي قائم عليه، كل هذا قائم على مسألة وحيدة، أنه لا يكون هناك سلاح غير سلاح الجيش اللبناني.
فنيش: أقول لك سلفاً لن يكون هناك سلاح ظاهر غير سلاح الدولة.
السنيورة: سلاح ظاهر.
فنيش: أما أن تقول إنك ذاهب لتأخذ سلاح المقاومة فأنا أقول لك في مشكلة.
السنيورة: مسألة سلاح ظاهر وسلاح باطن.
فنيش: كيف سيثبت للمجتمع الدولي أنه تم أخذ هذا السلاح، معنى ذلك أن هناك لائحة تعطى للجيش وأخذها.
السنيورة: يا محمد (فنيش) أنا لا أعمل مع المجتمع الدولي ولكن أنا لدي حقائق على الأرض فماذا سأقول للناس بالنهاية، ماذا سيحصل، هل المطلوب الدخول في معركة جديدة؟
فنيش: إذا هناك وقف إطلاق نار وانسحاب إسرائيلي.
السنيورة: أي وقف إطلاق نار، هذا مبني على قواعد.
فنيش: ما معناه أن الإسرائيلي لن ينسحب إلا بعد أن يأخذ اليونيفيل والجيش السلاح.
السنيورة: الإسرائيلي لن ينسحب إذا بقي سلاح.
طراد حمادة: أريد أن أفهم أن إسرائيل تطالب أن ينتشر الجيش وتقدم المقاومة سلاحها علناً، هل هذا مطلوب؟ هذا غير موجود في النص، أنت تفرض عليّ شروطاً خارج قرار مجلس الأمن.
محمد الصفدي: سحب السلاح من جنوب الليطاني.
طراد حمادة: عندما يجد الجيش سلاحاً يوقفه، ماذا تريد أكثر من ذلك؟
السنيورة: أنتم تفهمون أن سلاح المقاومة باق بطريقة غير ظاهرة في منطقة جنوب الليطاني، هذا ما تقولونه؟
طراد حمادة: نحن نقول أن قرار مجلس الأمن لم يفرض ذلك فلماذا يريد مجلس الوزراء أن يفرضه علينا. نحن سنسلم سلاحنا للدولة لاحقاً إذا حلينا مشكلة شبعا. ينتشر الجيش على رأسنا، لأنه جيش وطني لا أحد يرشه بالجنوب إلا بوردة وحبة رز وسكر والزلغوطة والاستقبال وفنجان القهوة.
فنيش: ما هو المطلوب منا الآن؟
السنيورة: لماذا لا ينسحب السلاح إلى شمال الليطاني.
فنيش: ينسحب السلاح؟ بالنص هل يوجد مثل هذا الشيء؟ أنا لم أقرأ مثل هذا النص.
السنيورة: يقول لك لا يوجد سلاح، ماذا تفعل بالسلاح، إما تسحبه شمال الليطاني وإما تسلمه للجيش وإما تخفيه أليس كذلك؟
طراد حمادة: صح.
السنيورة: تم إخفاؤه، أنا أقول لك إذا علموا بأي واحد بأي مكان سيأخذونها ولو كانت عويسية.
فنيش: لماذا تلزمني منذ الآن بتسليم السلاح.
السنيورة: الكلام الذي أوله شرط آخره رضا.
طراد حمادة: متفقون.
السنيورة: كلا لسنا متفقين، يجب أن نكون واضحين، معنى ذلك أي سلاح يوجد سيصادر.
فنيش: هل سيفتش الجيش بالمنازل الآن؟ دعني أفهم ولنكن واضحين، الآن تقول لي بعيتا الشعب كل هذه الناس في منازلها سلاح لأنهم كانوا يقاومون عن قريتهم، سينزع الجيش السلاح من عيتا الشعب؟
السنيورة: أعوذ بالله، ليس كذلك، أولاً نتلكم عن السلاح الذي هو من أنواع مختلفة وليس السلاح الفردي، لا نتكلم عن السلاح الفردي، بل الكبير.
طراد حمادة: قرار مجلس الأمن الدولي لم يفرض على حزب الله أن يسلم سلاحه، حزب الله وافق على الانتشار، هذا قرار تاريخي، الجيش في الجنوب، ولن يكون سلاح بمنطقة الليطاني يتواجد مع سلاح الجيش.
السنيورة: أنا لا أطلب منك أن تعطيني لوائح.
طراد حمادة: موافقون على النص كما هو وارد.

فنيش: إذا لم يلتزم الإسرائيلي بتفاهم نيسان، نحن في حلّ من ذلك


مروان حمادة: المشكلة أن القوات الدولية ستسأل الجيش، قبل أن تتحرك إلى منطقة جنوب الليطاني، عما إذا كانت هذه المنطقة التي سيدخلون إليها لا تحتوي على أي سلاح ثقيل. إذا كان الجواب سلبياً لن يكون هناك انسحاب إسرائيلي،
طراد حمادة: بعد دخول الجيش إلى الجنوب قلنا لن يكون هناك سلاح غير سلاح الدولة، وبالتالي لا يجب أن يطرح مطلب إضافي اسمه تسليم حزب الله لسلاحه.
جوزف سركيس: أولاً أود أن أعرب عن إعجابنا بشباب المقاومة لبسالتهم وشجاعتهم، وهذا شيء اعتقد فيه إجماع وطني في ضوء ما رأيناه خلال هذا الشهر، فعلاً يكون الواحد من دون عيون ومن دون عقل ومن دون عاطفة إذا لم يقدر هذا الشيء. نود أيضاً توجيه التهنئة والتقدير للرئيس السنيورة ولفريق العمل الخاص به لكل هذه الجهود التي قام بها، وبخاصة خلال كل فترة الحرب طبعاً، ولكن بنوع خاص بعد أن عرضوا علينا المشروع الأميركي – الفرنسي، الذي كان فعلاً مشروعاً ظالماً بكل معنى للكلمة وجميعنا عايشنا هذه الفترة، ورأينا كيف استطاعوا أن يحسنوا هذا المشروع حتى وصلنا إلى هذا الشيء المعروض أمامنا الذي أيضاً بالمعنى المطلق لا يناسب أي طرف بالنزاع، لأنه دائماً الأحكام عادة تصدر تسوية بين الطرفين، ما معناه لا أحد يأخذ 100% ولكن قدر الإمكان نحن نعتبر في لبنان أن هذا أفضل من الذي كان بالماضي، أريد أيضاً توجيه تحية للرئيس بري، الذي قام فعلاً بدور كبير جداً خلال هذه الفترة وواكب هذا المشروع، والتحية الأكبر إلى الشعب اللبناني بأجمعه الذي صمد وقاوم بطريقته، كل واحد بطريقة معينة، ولكن بالنتيجة كل الشعب اللبناني دفع ولا يزال يدفع ثمناً من جراء هذه الحرب، سمعنا كلام الوزير فنيش وفهمت في أحد الأماكن رد فعله، إنه إذا كان هناك تسليم سلاح فهم لن يقوموا بتسليم سلاح، أنا أكيد أفهم هذا المنطق، هناك الكثير من الأشخاص يجلسون حول هذه الطاولة مروا بالمرحلة ذاتها، نحن وكل العالم في عام 1992، أصبح هناك واقع جديد بالبلد، ولكن أصبحنا أمام قرار صعب ولكن اتخذناه أي تسليم سلاح القوات للدولة، أكيد الظروف مختلفة والأمور مختلفة، اليوم، ولكن ما أريد أن أقوله أن حزب الله هو حزب لبناني ويمثل شريحة كبيرة، لا نتكلم عن الشق السياسي، ولكن في ما يتعلق بالشق العسكري وشق المقاومة، الحزب في هذا الموقع التاريخي الذي نمر فيه في لبنان سيكون أمام أحد أمرين، إما أن نأخذ على عاتقنا موضوع المقاومة وإما أن يستمر حزب الله متمسكاً بسلاحه ويأخذ المهمة على عاتقه. كل واحد منا قاوم بموضوع معيّن وعلى طريقته، ولكن لاحقاً سلّمنا كل أمرنا للسلطة الرسمية، للدولة اللبنانية، للجيش اللبناني، وبالنتيجة هو يكون راعياً لكل هذه الأمور، الذي أنت تريده يا حاج (متوجهاً لفنيش) أو الحزب يريده، طبعاً الدولة والجيش تريده أكثر. اليوم الحزب أمام خيار كبير، لا يجب أن يأخذ موضوع تسليم السلاح وكأنه انتحار، بل بوصفه جزءاً من هذه التركيبة، جزءاً من هذه الدولة وسنقاوم سوياً مع الدولة ومع الجيش اللبناني للدفاع عن لبنان. أما أن نقول نحن كحكومة وافقنا على هذا المشروع ولكن هناك تحفظاً من قبل المعني المباشر، كالمثل الذي يقول أن والدي العروس راضون ولكن على العروس والعريس أن يرضيا، ثم لماذا نريد أن نحرج الجيش اللبناني في الجنوب ليصل إلى مكان يجد فيه مستودع سلاح، نقول له إن لديه مهمة تفضّل، ليس الأمم المتحدة بل أنت يا جيش لبناني، الذين هم أولادنا وأولادكم، تفضل واحصل على هذا السلاح، لماذا نريد أن نحرجه ونتحوّل من قصة إلى أخرى؟
يعقوب الصراف: برأيي هذا القرار لا أحد منا يمكنه أن يرفضه اليوم، ولكن ما استطعنا أن نقرأه من هذا القرار أنه قرار مرحلي، ولا حتى يضمن أن يوم الاثنين لن يكون هناك قصف، في ما خص التحفظ على القرارات. نعم كوفي أنان تحفظ، الوزير القطري بنفسه تحفظ.
السنيورة: كل هذا التحفظ لا يعني شيئاً، بالقرارات الدولية لا يعني شيئاً كما نحن تحفظنا هنا ومن ثم يصدر القرار.
الصراف: اسمحوا لنا قبل أن نقول نعم أو لا، ما نفهمه من هذا القرار أهم شيء هو دخول الجيش واليونيفيل، لأن هذه الفترة الانتقالية التي تنتقل من الـCassation of hostilies إلى الحل النهائي والدائم، عند الكلام عن اليونيفيل يقولون (وتلاها) هل العمليات سوف تكون بإمرة الجيش اللبناني واليونيفيل تساعد وتأتمر بغرفة عمليات الجيش أم لا؟ ثانياً، هل يحدد بهذا القرار فعلاً أين نطاق اليونيفيل والنقطة الأخيرة، في حال طلب الجيش اللبناني مساعدة أو مساندة اليونيفيل هل هذا يعني أن نطاق اليونيفيل يتخطى الذي اتفقنا عليه والذي هو جنوب الليطاني أم لا؟
محمد جواد خليفة: الكلام الذي قاله الوزير فنيش ما كان يجب أن يقوله هو، أنا كنت أتخيل شخصاً آخر من الحكومة، يجب على الحكومة أن تتحفظ على الشق الأول منه، ليس حزب الله أو حركة أمل، بل يجب على الحكومة ككل أن تتحفظ على هذا الشيء، تتحفظ من دون رفض القرار، عندما ورد في مقدمته، من يوافق على هذا الذي حصل وهل تعتبرون أن هذا الذي حصل هو رد فعل على خطف أسيرين، أن نأخذ الأمور خطوة خطوة ونسير بها، وكأننا نغسل أيدي إسرائيل من كل شيء بقرار دولي، أما في ما يتعلق بالجيش اللبناني وانتشاره وتنفيذ الآلية، الجيش ينفذ على الأرض وعندما يجد سلاحاً يقوم بمصادرته، تعطي الحكومة أمراً للجيش بالانتشار من دون أن يكون هناك سلاح، هذا شيء ميداني، يمكن هناك سلاح للفلسطينيين هل يمكن أن يضمنه الوزير فنيش أو يمكن أن أضمنه أن يتصرف الجيش، نحن كحكومة نفوض الجيش بالانتشار وعندما يجد أسلحة وصواريخ يقوم بالمصادرة، ولكن هناك شيئاً تكتيكياً على الأرض، كما يتفاوض مع الإسرائيلي ليدخل، يمكن أن يتفاوض مع الطرف الآخر الموجود على الأرض ويؤمن الانتشار بحسب قرار مجلس الوزراء. الجيش المستعد أن يتفاوض مع الإسرائيلي كيف يدخل وكيف ينسحب، لا يمكن إلا أن يتكلم مع الفريق الثاني الموجود على الأرض. هذا عمل على الجيش القيام به، أن يقوم بذلك ويعقد اجتماعات، ولا يجب أن تخرج أية كلمة عن الحكومة بتجريد سلاح أو نزع سلاح المقاومة، هذه مسألة تزعج إسرائيل ونحن نقدمها لها، هذه مسألة لن نتحفظ عليها بل سنعارضها في شكل واضح.
بيار الجميل: الوزير خليفة يقول إن نزع السلاح غير وارد لديه، هنا أصبحت لدينا مشكلة أولاً بإمكانية اتخاذ قرار بإرسال الجيش إذا لم نحل مشكلة السلاح، ومن ناحية أخرى لدينا مشكلة تجاه المجتمع الدولي باتخاذ موقف إذا لم نستطع فعلياً تنفيذه على الأرض، هذا المجتمع الدولي ليس Saint Vincent de paul لا يمكننا أن نقول له كلاماً ومن ثم نحرجه بموقف، وبالنهاية لا نكون على قدر المسؤولية، وبالنهاية نصبح أمام معركة ضد الدنيا بأكملها، لأجل ذلك ما اقترحه أنه إذا كان لا بد أن يكون هناك بحث بهذا الموضوع فليبحث، يمكن جهات موجودة داخل مجلس الوزراء تريد العودة إلى قيادتها...
خليفة: حتى أسهّلها عليك (متوجهاً للجميل) الجيش له وزير، هل نستطيع نزع السلاح.
الجميّل: توجد مرجعيات سياسية في البلد يمكن أن يكون لديها إحراج بأن تتخذ موقفاً مخالفاً للمجتمع الدولي، جميعنا معنيون بهذا الصراع إنما بذات الوقت هناك أشخاص أو قوى سياسية ليست بوارد أن تتخذ موقفاً ضد المجتمع الدولي.
فنيش: السيد حسن نصر الله كان واضحاً بخطابه حول هذا الموضوع، ما نطلبه من قيادة الجيش آليات لتنفيذ القرار، يمكنني أن أجيبك عليها بذات الإيجابية التي تكلمنا بها في مجلس الوزراء وبذات الإيجابية التي تكلم بها السيد حسن، لن تكون المقاومة عقبة أمام بسط الدولة لسيطرتها أكثر من ذلك لا تدخل معي بنقاش تفصيلي، أنت الآن تقوم بتحويل القرار إلى أن تقبل المقاومة معك، هذا مستحيل (متوجهاً للجميّل).
اميل لحود: على الأقل أن نسير خطوة خطوة، حتى لا نخرج مختلفين من هنا.
مروان حمادة: لا يجب أن نخرج مختلفين.
السنيورة: نقول إن الحكومة قد تدارست هذا القرار وكانت تتمنى أن يكون كذا وكذا موجودين، ولكنها قد أقرت بعد دراسة ملية، أقرت بالإجماع قبوله رغم كل ذلك، النقطة الثانية نتكلم عن موضوع الصلاحية للجيش، الكلام الذي قلته مع الجماعة لسنا في وارد لا التنكيل، هؤلاء مقاومون وسنضعهم على رؤوسنا، لكن التزامنا مع المجتمع الدولي أن لا يكون هناك أي سلاح. هذا شرط.
فنيش: نوافق على القرار، كنت أتمنى أن تعقد هذه الجلسة بعد يوم الأحد حتى ننتظر ما سيصدر من قرارات عن الحكومة الإسرائيلية.
مروان حمادة: أنا اقترح الليلة نتخذ قراراً بالموافقة بالإجماع، بالموافقة على كذا مع الملاحظات، وغداً مساءً تعقد جلسة، أولاً لا نكون أعطينا حجة لإسرائيل، بل نكون زركناها غداً بمجلس وزرائها وبذات الوقت غداً جلسة تبحث فيها الأمور التنفيذية التي تتعلق بطلبات قيادة الجيش.
اميل لحود: بذات الوقت تتكلموا مع بعضكم.
مروان حمادة: ولكن عليكم أن تعرفوا إذا غداً حصل تحفظ على خطة الجيش، فهذا معناه كل ما قلنا سابقاً قد طار.
السنيورة: إذا حصل تحفظ لاحقاً معنى ذلك أنه أمام المجتمع الدولي، نحن تراجعنا ولا مانع أن نقول اليوم إننا وافقنا بالإجماع.
لحود: ليس لدينا خيار اليوم غير أن نخرج من هنا أننا موافقون مع الملاحظات.
شارل رزق: ربما إسرائيل تعلن غداً عن تحفظات، فلتكن بعد أن تجتمع إسرائيل الساعة 5، نحن نجتمع الساعة 6.
أمين عام مجلس الوزراء سهيل بوجي: يمكن أن لا تنتهي جلستها قبل الساعة 12، منتصف الليل.
مروان حمادة: قرار أول الليلة، كما اتفقنا مع الشباب.
فنيش: قرار إسرائيل الأحد مساءً.
بوجي: دولة الرئيس يحدد الموعد غداً بالتداول ويبقى الجميع مستنفرين.