اتّخذت قيادة الجيش قراراً بحظر مجموعات الواتساب على الضباط والجنود. وأصدرت تعميماً داخلياً قبل بضعة أسابيع تمنع فيه مشاركة العسكريين في المجموعات التي تُنشأ عبر هذا التطبيق. ولم تكد تمر مدة قصيرة حتى حذت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي حذوها. بأمر من المدير العام اللواء عماد عثمان، باتت مجموعات الواتساب ممنوعة تحت طائلة المحاسبة في مؤسسة قوى الأمن الداخلي. لم تكتف المديرية الأمنية بذلك فحسب، بل منعت جميع «الغروبات» على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي (الواتساب، الڤايبر، الماسنجر وغيرها). بالنسبة إلى القيادة العسكرية والأمنية، هذه المجموعات هي «غروبات طق حنك». لكن قوى الأمن وضعت شروطاً استثنائية لمريدي هذه «الغروبات». إذ إنّ البرقية نفسها التي تنقل تعميم اللواء عماد عثمان، عمّمت تحذيراً مشروطاً. فقد ذُكِر فيه: «في حال اقتضت مصلحة الخدمة إنشاء مثل هذه المجموعات يقتضي الاستحصال على موافقة هذه المديرية من شعبة الخدمة والعمليات بموجب طلب يُقدّم من قبل مدير المجموعة (admin) تسلسلاً مع الأسباب الموجبة وتعهّد المسؤول عن حسن استخدام هذه المجموعة للغاية التي أُنشئت لأجلها».أما عن خلفيات المنع المشترك، بحسب المصادر الأمنية، فمرده «الى كون هذه المجموعات تساهم في هدر الجهد والوقت». وتشير المصادر إلى أن الجيش اتخذ هذه الخطوة تداركاً لمنع الخلافات السياسية والمناطقية والطائفية بين الضباط، ودرءاً لتشنّجات محتملة قد تنشأ عن الخلافات هذه، إضافة إلى عنصر أمني يتمثل بالحدّ من التسريب. إذ إنّ هذه المجموعات تتداول وثائق أمنية أحياناً، ما يؤدي إلى تسريبها مع صعوبة تحديد ثغرة التسريب. وكذلك فعلت قوى الأمن التي اكتشفت وجود عدد من «الغروبات» التي تضم بين ثلاثين وأربعين ضابطاً يستخدمونها كمنصة لـ«الجأجأة» وإبداء الآراء السياسية وانتقاد سياسة «القيادة الحكيمة».