الاعتراضات التي صدرت عقب انتهاء انتخابات الجامعة اللبنانية الأميركية، أمس، كانت على دقة النتائج التي يفرزها نظام تصويت الكتروني تتحفظ عنه معظم القوى الطلابية على اختلاف توجهاتها، على خلفية أنّه يتيح لأي طالب التصويت من أي مكان يريد، ما يلغي سرية الاقتراع وحماية الناخبين/ات من الضغوط، وامكان أن يصوّت طالب بالنيابة عن آخر. وتشير مصادر القوى المتنافسة إلى أنّها فوجئت بأرقام الناخبين التي خالفت حساباتها الانتخابية بفوارق شاسعة. يُضاف إلى ذلك أن طلاباً اشتكوا من أن مجهولين صوّتوا بدلاً عنهم!فالقوى التي تتمسك بمبدأ التحالفات وتقول انها تخوض الانتخابات وتتعاطى مع النتائج على أساسه، يقلقها أن يكسر النظام للسنة الثالثة الاصطفاف الحاد، ويعزز حصة الطلاب المستقلين. مع ذلك، لم يلغ التصويت الالكتروني تحالفين بارزين، الأول يضم تيار المستقبل وحزب القوات والحزب التقدمي الاشتراكي والثاني حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر والحزب السوري القومي الاجتماعي، لكنه قطع الطريق على اكتساح أي من التحالفين التحالف الآخر، كما كان يحصل في الأنظمة الانتخابية الأخرى. في حرم بيروت، أتت النتيجة متقاربة مع العام الماضي، ففيما نال تحالف المستقبل ــــ القوات ــــ الاشتراكي 7 مقاعد في المجلس الطلابي، حظي التحالف الثاني بـ5 مقاعد مقابل 3 مقاعد للمستقلين. وحصل تعادل بين مرشحين في كلية الآداب والفنون أحدهما من التحالف الفائز والثاني من التحالف الخاسر. ولأن نظام الانتخابات ينص في هذه الحالة على فوز من يملك معدل علامات أعلى، رجحت كفة مرشح تحالف المستقبل ــــ القوات ــــ الاشتراكي بفارق 0.4 علامة، ولولا ذلك لنال كل من التحالفين 6 مقاعد. وبذلك، انتزع التحالف الفائز أكثرية مقاعد المجلس الطلابي وحسم رئاسته لمصلحته.
المفارقة هي في حرم جبيل الذي يحسم النتائج العامة للانتخابات الطالبية لمصلحة التحالف الأول. هنا التنافس على المقاعد الـ15 للمجلس الطلابي محصور بين قوتين أساسيتين فقط هما: القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وقد رجّح التصويت الطلابي مجدداً كفة الأولى على الثاني بفارق 5 مقاعد، أي 10 مقاعد للقوات مقابل 5 مقاعد للتيار. أما في العام الماضي مقارنة مع 8 مقاعد للقوات 8 مقاعد و7 للتيار العام الماضي.
الطلاب المعترضون: نظام التصويت الالكتروني يسمح بـ«سرقة الأصوات»


اليوم الانتخابي مر بهدوء، إذ خفف اقتراع الطلاب عبر الانترنت بواسطة حواسيبهم وهواتفهم، وبحسب نظام «one person one vote» (كل ناخب يقترع لمرشح واحد) حدة التشنج بينهم. وعلى اعتراضات القوى الطلابية، ردت إدارة الجامعة بـ«أننا نبهنا الطلاب إلى أهمية أن يغيروا كلمة المرور (password) لحسابهم في الجامعة الذي ينتخبون بواسطته قبل 24 ساعة من موعد الاستحقاق، كي لا يساء استخدامه في اتجاهات خاطئة». وكانت الجمعية اللبنانية لديموقراطية الانتخابات التي حضرت كجهة مراقبة حاولت الاستفسار عن تلك الحالات فتبين أن عددا من الطلاب لم يغيروا كلمة السر المعطاة لهم سابقا من إدارة الجامعة مما ساهم في سرقة كلمة المرور والتصويت عنهم، أما البعض الاخر فأكدوا أنهم عدلوا كلمات السر ومع ذلك واجهوا المشكلة عينها (الشكوى من «سرقة الأصوات»).
وقد شارك في بيروت وجبيل 5913 طالباً من أصل 7159 ناخباً، بنسبة لامست 82.6 %، وهي نسبة الاقتراع الأعلى في تاريخ الجامعة، بحسب بيان الإدارة (82.47% العام الماضي).
في حرم بيروت، فاز كل من الطلاب الآتية أسماؤهم: كارين بيضون ولميس نور الدين وكريم فاخوري (كلية التصميم والعمارة)، هادي سعادة وحسين عبد النبي وكريم هاشم وروان المشرفية وعبدالله ملاعب وكارن كنعان (كلية الآداب والعلوم)، عمر التنير وتيا مديهلي وعبد الرحمن موصلي ونادر أبو مراد وريناتا شنتيري وعلي عبد الباقي (كلية عدنان القصار لإدارة الأعمال).
وفي جبيل فاز: ايلي شاهين وانطوني جبر وريان نجد (كلية التصميم والعمارة)، ادوين فغالي وجورج جريج وشانا أبي عقل (كلية الآداب والعلوم)، طارق الشدياق وجوني حاتم وليا نادر (كلية عدنان القصار لإدارة الأعمال)، جان سلوان ومحمد طقوش وكارل جورجن عبوشي (كلية الهندسة)، ريتا هلال ورنا سبيتي ومالكون جورج مالكون (كلية الصيدلة).