تلامذة المقاصد، وهي بالمناسبة «جمعية خيرية إسلامية»، احتُجزوا أمس في ثانوية حسام الدين الحريري، التابعة للجمعية في صيدا، واستُخدموا وقوداً في «المواجهة» التي قرّرتها الإدارة مع أهاليهم على خلفية التأخر في تسديد الأقساط!إدارة الثانوية نفّذت التهديد الذي وجّهته قبل أيام إلى الأهالي المتخلِّفين عن الدفع بـ«ضرورة تسديد ما يتوجب عليكم (...)، وفي حال عدم التسديد نعتذر عن عدم استقبال ولدكم داخل الصف اعتباراً من الاثنين 17/12/2018». هكذا، احتُجز عشرات التلامذة في قاعة المكتبة في المدرسة، وجرى الاتصال بأهاليهم لمرافقتهم إلى بيوتهم. إدارة المدرسة أكّدت أن الإنذارات وُجّهت إلى المتخلفين عن الدفع عن العام الماضي، وليس عن هذا العام، وبعدما تعهد المنذَرون لدى كاتب العدل بدفع الأقساط، من دون أن يلتزموا.
وفيما علمت «الأخبار» أنّ المبلغ المتراكم على أحد أولياء الأمور يصل إلى 40 مليون ليرة، تحدّثت مصادر الأهالي عن «تكبيدنا، في مدرسة الحسام، العجز الذي تعانيه الجمعية في مدارسها الأخرى (...) كما ندفع ثمن تكفل المدرسة، بطلب من النائبة بهية الحريري، بأبناء الموظفين في مؤسسة أوجيه الذين لم تُغطَّ أقساطهم».
وكانت الجمعية قد ربطت دفع الرواتب المتأخرة لنحو 700 معلم وموظف في مدارسها الأربع في المدينة («مدرسة حسام الدين الحريري»، «ثانوية المقاصد»، «مدرسة الدوحة» و«مدرسة عائشة أم المؤمنين»)، بتحصيل متأخرات الأقساط التي تصل إلى نحو ثلاثة مليارات ليرة عن العام الدراسي الماضي والقسط الأول من السنة الجارية، في محاولة لوضع المعلمين في مواجهة الأهالي.
وقد صوّت المعلمون والموظفون في المدارس الأربع بالإجماع، أمس، على رفض عرض الجمعية إعطاءهم سلفة على راتب تشرين الثاني الماضي، بذريعة أن «هناك تنامياً كبيراً في الاستحقاقات المالية الشهرية في مقابل تباطؤ شديد في تسديد الأقساط، ما أدى إلى نقص في السيولة وانعكاس ذلك على انتظام تسديد الرواتب»، وطالبوا بدفع رواتبهم المتأخرة كاملة. مصادر في المجلس الإداري للجمعية نفت ما تردد عن الطلب من الموظفين التوقيع على نصف رواتبهم، وأوضحت أن ما عرضناه كان الموافقة على سلفة قد تصل إلى نصف الراتب، في انتظار الحلحلة في شهر كانون الثاني من العام المقبل». ولفتت إلى أن الموظفين «بدوا منقسمين حول هذا العرض، لذا طلبنا منهم توحيد الموقف بالاتفاق مع إدارات مدارسهم، فإما الحصول على سلفة أو تقاضي راتب كامل بعد الأعياد».