مصادر مطلعة على لقاءات هيل قالت لـ «الأخبار» إن «الموفد الأميركي أكّد في بيروت أن الولايات المتحدة الأميركية ستبدأ بتطبيق قانون العقوبات الذي وقّعه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد الحزب». وهو قد شدد بوضوح على أن «القانون لن يطال حصراً الحزب وقادته، فهناك توجّه أميركي لمعاقبة كل من يثبت أن له علاقة بالحزب»! كذلك تناول هيل« استكمال إسرائيل بناء الجدار العازل على الحدود اللبنانية»، مؤكداً أن «اسرائيل تعمل لحماية أمنها من خطر الحزب»، وفق المصادر التي لخصّت الزيارة بأنها «جولة استطلاع أميركية لا تحمِل طرحاً معيناً»، لكنها «مقدّمة لأمر عمليات بعزل حزب الله عن القوى السياسية الحليفة له في الداخل، أو تلك التي ليسَت في خصومة مطلقة معه». وفي أحد لقاءاته، سأل هيل عما يمكن القيام به لتفادي أي توتر في الجنوب، سواء بعد إعلان إسرائيل اكتشاف أنفاق للمقاومة، أو بعد مباشرتها بناء جدار عازل في أراضٍ يتحفّظ لبنان على اعتبارها أراضٍ فلسطينية. وكلام هيل هذا أتى في سياق نقاط عددها الأخير وهي:
- إن التصعيد ضد حزب الله سيزداد داخل لبنان وخارجه،
- الولايات المتحدة لن تنسحب من المنطقة، وهي تنظم انسحابها من سوريا بصورة لا تصب في مصلحة دمشق، عبر تنظيم اتفاق بين تركيا والأكراد،
- دعم الدولة اللبنانية والجيش سيستمر إذا لم يكن هناك التفاف حول الحزب.
رفض هيل أي لقاء مع قيادات قواتية بغياب جعجع
وفورَ مغادرة هيل كليمنصو، وصل هذا الجو إلى الرؤساء الثلاثة الذين سيكون للموفد الأميركي لقاءات معهم، بحسب ما أشارت مصادر سياسية بارزة في فريق 8 آذار لـ«الأخبار». واعتبرت المصادر أن «اسرائيل تستفيد من المناخ الأميركي لتوتير الساحة الداخلية في لبنان وإشغال حزب الله فيها». وأشارت الى أن «التحذير الذي يحمله هيل ليسَ بجديد، وقد سبقه اليه مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى دايفيد ساترفيلد». وما الزيارة إلا «لاستكمال النفس التصعيدي الأميركي الذي كان ساترفيلد قد حمله الى اللبنانيين قبل نحو عام، لكنه اليوم يحصل في كل الاتجاهات مع تهديدات أكبر». وفيما لم يُعرف بعدَ كيف سيكون شكل الردّ الرسمي اللبناني على الزائر الأميركي، وعمّا إذا كان سيواجه بموقف وطني جامع كما حصل مع زميله في الإدارة الأميركية، انتقدت المصادر ما سمّته «شهية لبنانية عند بعض القوى للانتقام من حزب الله». فهذه القوى «لا تتوقف عن رهاناتها واندفاعاتها غير المحسوبة، وتتحمّس في كل مرة تشعر فيها بأن الولايات المتحدة ستعود الى المشهد اللبناني».
وفيما التقى هيل يومَ أمس المدير العام لقوى الأمن العام عباس ابراهيم، من المفترض أن يجتمع بالرؤساء الثلاثة وقائد الجيش العماد جوزيف عون، ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية. لكن جدول أعماله لن يتضمّن أي لقاء مع القوات اللبنانية بسبب وجود رئيسها سمير جعجع خارج البلاد. وعلمت «الأخبار » أن معراب سعت إلى أن يكون هناك لقاء يجمع قواتيين بهيل، لكن الأخير لم يتجاوَب. وكان النائب ميشال معوض قد دعا أمس هيل الى مأدبة عشاء بحضور الرئيس أمين الجميل ووزير الخارجية جبران باسيل.