اختتم وكيل وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل، زيارته إلى لبنان، بعشاءٍ نظّمه له النائب ميشال معوض. حضر مُمثلون عن كلّ الأحزاب والكتل النيابية، باستثناء حزب الله... ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، الذي كان من بين المدعوين إلى العشاء. اعتذر أيضاً عن عدم الحضور رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، بعد أن نجح النائب السابق فارس سعيد بإقناعه بأن «المشاركة تسمح بتكريس صورة هدفها التسويق لجبران باسيل». ويقول أحد النواب إنّ العشاء «لم يكن سوى جلسة علاقات عامة». إنّها نهاية «لايت»، لجولةٍ أميركية تصعيدية ضدّ إيران وحزب الله، انطوت على تهديدات مُبطنّة ومُباشرة. ولم يفت هيل، خلال لقائه المسؤولين اللبنانيين، من التعبير بوضوح عن الموقف الأميركي المُنحاز لـ«إسرائيل»، في ما خصّ نزاعها البرّي والبحري مع لبنان. فأعاد هيل النطق بالطرح الإسرائيلي الذي سبق أن روّج له وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تيليرسون، واستكمله مساعده ديفيد ساترفيلد، بـ«نصيحة» الجانب اللبناني القبول بترسيم الحدود البرية حصراً، مع ترك الحدود البحرية من دون ترسيم. ويؤدي هذا الاقتراح إلى إراحة العدو، لجهة نزع فتائل التوتر عن الحدود البرية، والسماح للعدو بتثبيت احتلاله لمساحة بحرية لبنانية واسعة (نحو 850 كلم مربع). وقالت مصادر سياسية بارزة لـ«الأخبار» إنّ هذا الطرح يلقى قبولاً من جزء من السلطة السياسية، وقد ظهر ذلك بوضوح في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، الذي انعقد في بعبدا في 10 الشهر الجاري. وتؤكد المصادر أنّ هذا الطرح «مرفوض بشدّة» من قبل رئيس مجلس النواب نبيه برّي وحزب الله، مشيرةً إلى أنّ التباين في الموقف اللبناني «ليس جديداً».