كسر وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب «القطيعة» التي كرسها توزير معين المرعبي بين الوزارة والحكومة السورية، بزيارته دمشق يوم أمس، ولقائه وزير الإدارة المحلية السورية حسين مخلوف. وبلا شك، فإن زيارة الغريب تحوز اتفاقاً ضمنياً لبنانياً بين الرئاسات الثلاث والقوى السياسية النافذة، لا سيما حزب الله، على معالجة ملف النازحين بصورة جديّة من دولة الى دولة هذه المرة، على الرغم من المواقف العلنية المعادية لسوريا، والتي لا يزال رئيس الحكومة سعد الحريري يدلي بها. وفيما اقتصر الجهد في الماضي على دور المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ولاحقاً النائب السابق نوار الساحلي المكلف بمتابعة الملف عن حزب الله، في التنسيق مع السلطات الأمنية السورية وإعادة النازحين عبر هذه القنوات، ترسم زيارة الوزير الجديد إلى دمشق استراتيجية جديدة من العمل وتؤشر إلى تفعيل المبادرة الروسية التي جمّدتها مواقف الحريري السابقة. وبدت زيارة الغريب، أمس، زيارة استطلاعية أولية، ولوضع الخطوات الأولى من التعاون، مع تكرار مخلوف ما أكده الرئيس بشار الأسد في خطابه قبل يومين عن الرغبة السورية في عودة النازحين بأسرع وقت ممكن، وتأكيد الغريب موقف لبنان بالعودة وتوجه الحكومة الجديدة للعمل الفعلي. وبدا لافتاً تأكيد الغريب في تصريحاته أن الزيارة جاءت بعلم الحريري، قاطعاً الطريق على بعض المواقف الرافضة للتعاون بين الحكومة ونظيرتها السورية لحل ملف النازحين، لا سيما الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب القوات اللبنانية.