شددت الأحزاب الشيوعية العربية على ضرورة تماسك الشعوب الحرة بوجه الرأسمالية العالمية، ولا سيما في ظل ما تشهده من تحولات سياسية واقتصادية مع انتقال مراكز العلم والتكنولوجيا إلى خارج دول الغرب، بما يدفعها إلى مزيد من العدوانية ضد الدول العربية ودول أميركا اللاتينية، في ظل صعود تيارات يمينية متطرفة، تعكس التغيير الحاصل داخل منظومة الرأسمالية، على حساب التيار النيوليبرالي الذي ساد لعقود في الولايات المتحدة وأوروبا.وفي لقاء تحت عنوان «دور الأحزاب الشيوعية في تجديد حركة التحرر الوطنية العربية»، اجتمعت عشرة أحزاب شيوعية من عشر دول عربية في بيروت، هي: السودان وفلسطين وسوريا والعراق والكويت والبحرين والمغرب ومصر والأردن، وبمشاركة كل من سفيري كوبا وفنزويلا في ​لبنان. وسلط الحضور الضوء على العدائية الزائدة للغرب، واضعاً إياها في إطار «انسداد أفق الأزمة الرأسمالية»، كما عبَّر الحزب الشيوعي اللبناني، في كلمة ألقاها مسؤول العلاقات الخارجية عمر ديب، مؤكداً أن ذلك يدفعها إلى مزيد من «العقوبات والحصار والبلطجة وإثارة الأزمات والفتن، وصولاً إلى الحروب المباشرة وغير المباشرة».
وأوضح ديب في افتتاح اللقاء أن «الولايات المتّحدة الأميركية تخوض معركتها اليوم من أجل منع التاريخ من التقدّم، ومن أجل تأخير تقهقرها لمصلحة الدول الصاعدة، في محاولة يائسة للحفاظ على سطوتها في قيادة العالم الأحادي القطب، ومنع انتقاله إلى التعددية القطبية»، مؤكداً أن «تلك العدوانية لن تتمكّن من تغيير مسار التاريخ». فـ«العقوبات والإجراءات التي تفرضها... لن تقف عائقاً أمام حلم شعوب العالم في التحرر والانعتاق من السيطرة الأميركية». واستشهد الحزب، بـ«التجربة الصينيّة» كمثال بارز اليوم «على إمكانية تحقيق الاستقلالية التامة والإمساك بعملية الإنتاج والتصنيع والبحث العلمي والتكنولوجي، وصولاً إلى التفوق في مجالات تقنيات الاتصالات والذكاء الاصطناعي، ما يفتح الأفق واسعاً لصياغة علاقات دولية من نوع جديد».
من جهته، أكد السفير الكوبي ألكسندر بييسيسر موراغا، أن «الإمبريالية باتت في أضعف مراحلها»، مشدداً على ضرورة «توحيد مواقف القوى اليسارية في العالم» بوجه التصعيد الذي يمارسه الغرب، ولا سيما من قبل «إدارة دونالد ترامب العنيفة»، ضد دول أميركا اللاتينية والدول العربية. وهو ما وضعته الوزيرة المفوضة في سفارة فنزويلا، عميرة زبيب، في كلمة ألقتها نيابة عن السفير خيسوس غريغور غونزاليس، في إطار محاولات دول الغرب «تأمين الأغذية والنفط لشعوبها»، مؤكدة أن آمال واشنطن ستخيب في أميركا اللاتينية، وأن «أي حرب مع فنزويلا ستكون حرب فيتنام جديدة».