يرى معلمون منتفضون في مدارس جمعية المقاصد في صيدا، احتجاجاً على عدم دفع رواتبهم أن المجلس الإداري للجمعية يتلهى بنقل العطلة الأسبوعية في ثانوية حسام الدين الحريري وحدها دون المدارس الأخرى، إلى سبت وأحد بدلاً من جمعة وأحد، عن القضية الأساس، وهي تسديد مستحقات متأخرة منذ شهور، ولا يجدون أي سبب منطقي للربط بين المسألتين. ومع أن الطرح مرفوض من كثيرين من أبناء المدينة لكونه يغيّر هوية الجمعية الخيرية الإسلامية، إلاّ أن المعلمين يوضحون أنّ هذه المسألة «لم تكن يوماً مادة للتداول والتباحث في لقاءاتنا المتعلقة بمناقشة الأزمة المالية والقلق على مصيرنا ومصير عائلاتنا، علماً بأن الاستبيان حول العطلة أرسل إلى الأهل من إدارة ثانوية الحسام وبموافقة الجمعية».
«70% من الهيئة التعليمية لم تتقاض سوى مبلغ ضئيل من رواتب الأشهر السابقة»، هكذا ردّ معلمون في ثانوية حسام الدين الحريري، في بيان توضيحي على ما قاله عضو المجلس الإداري رغيد مكاوي لـ «الأخبار» لجهة أن «70% تقاضوا كل مستحقاتهم، و30% لم يقبضوا مستحقاتهم كاملة، ولهم في ذمتنا جزء من رواتب أيار وحزيران».
البيان عزا الظروف في جمعية المقاصد إلى سوء الإدارة المالية وليس العجز المالي، باعتبار أنها استوفت من أهالي الطلاب «زيادات مهولة على الأقساط منذ العام 2012 وحتى العام 2017 بحجة السلفة على سلسلة الرتب والرواتب وقد ارتفعت الأقساط من مليونين و800 ألف إلى خمسة ملايين و700 ألف، عدا المستحقات الأخرى. وحين أقرت سلسلة الرتب والرواتب، اختفى الصندوق الأسود»، بحسب تعبير المعلمين، «واستمرت الزيادات لتبلغ 21 في المئة، ليقارب الرسم 5 آلاف دولار». وسألوا: «كيف يمكن أن تعاني مدرسة تضم 1600 طالب وتتقاضى هذه الأقساط عجزاً مالياً؟ وإذا كانت الجمعية في عجز فعلاً لماذا تستمر في انشاء المشاريع والاستثمارات في المدينة؟ وإذا كان هناك 40% من أهالي الطلاب من موظفي الدولة، هل أتى العجز من 10% يعانون من ضائقة مادية نتيجة الظروف الاقتصادية؟».
المعلمون كشفوا أن المدرسة «تفقد تدريجياً الكادر التعليمي الكفوء نتيجة هذه الأزمة»، نافين أن «تكون قيمة المبالغ المتراكمة على الأهالي في ثانوية الحسام 3 مليارات ليرة، فهو رقم مبالغ فيه إلى أقصى الحدود». وأشار البيان إلى أن الأهالي والمعلمين في الثانوية «غير مجبرين على دفع ثمن عجز الجمعية وسوء إدارتها في باقي مدارسها التي تحظى بالتخفيضات». وذكّر بأنه بعد تمرير الموازنات بالضغط على لجان الأهل المتواطئة وعدم السماح بالتدقيق فيها، وبعدما اعترض الأهل في وزارة التربية، تم تحويل المدرسة إلى المجلس التحكيمي التربوي ليبنى على الشيء مقتضاه.