في كل مرة يجري الحديث عن مزاجية تتحكم في مواقف القيادي العراقي مقتدى الصدر، يلجأ عارفون الى تقديم تحليلات تعكس حرصاً على احتواء الرجل ومواقفه، ليس نظراً الى حجم نفوذه في العراق، بل لمنع استخدام ما يقوله أو يقوم به من قبل خصوم محور المقاومة.ورغم أن الصدر بقي طوال الوقت محافظاً على موقف واضح وحاسم من مسألة مواجهة التهديدات الخارجية، إلا أنه أطلق أمس موقفاً لافتاً من التطورات الجارية، ربطاً بالاعتداءات الاميركية والاسرائيلية على قوى المحور، وما تعرضت له مواقع للحشد الشعبي داخل العراق. إذ دعا، في بيان، الحكومة العراقية الى «التحقيق في القصف من طائرات مجهولة الهوية». وإذ أشار إلى «أنني لا أُبرّئ العدو الصهيوني من أفعاله الارهابية في العراق، بيد أنني على يقين من أنه لا يقدم على مثل هذه الخطوة لأنه يعلم أن الرد سيكون مزلزلاً لأمنه ونفوذه. فالصهاينة يعلمون أن نهايتهم من العراق ومعه، ولن يزجّوا أنفسهم في هذه اللعبة». وطالب بتحقيق «ولو بإشراف دولي»، على أن يصار الى «اجتماع عراقي بحت من غير تدخّل حتى دول الممانعة للوجود الاسرائيلي والاميركي في المنطقة، فضلاً عمّن يحاول مهادنتهم ولا يحاول غلق سفارتهم في بلده... لنبعد العراق عن أن يكون الضحية وبلا فائدة ترتجى». وشدّد على أنه «لا يجب ان تتعالى التصريحات النارية والبيانات العاطفية من دون أن يكون لها الأثر الفاعل والحقيقي، وإلا فسيكون العراق مثاراً للاستهزاء (...) وعلينا تجنيب المقدسات الخطر المحدق، ويجب حصر السلاح بيد الدولة وإغلاق كل المقرات وتسليم كل المخازن للدولة، وإلا فإن المخالف سيعرّض العراق والعراقيين لخطر شديد». وختم الصدر مستخدماً أدبيات تشبه أدبيات فريق 14 آذار، إذ طلب «حماية الحدود العراقية من جميع الأطراف، وبالخصوص حدوده مع سوريا، وانسحاب كافة الفصائل من سوريا الحبيبة. فالعراق أحق بدماء شعبه مع ما يتعرض له من خطر».