لم يكد يتعرف الناخبون إلى المرشحة للانتخابات الفرعية في قضاء صور، دينا حلاوي، حتى أعلنت انسحابها بعد ظهر أمس في منشور على صفحتها الخاصة على «فايسبوك». ونسبت ابنة مدينة صور سبب انسحابها إلى «الأحداث التي حصلت أخيراً، ولا سيما العدوان الإسرائيلي على لبنان، الذي يظهر حجم الاستهداف لهذا الوطن ومقاومته». وبرغم أنها مرشحة مستقلة عن الحزب الشيوعي اللبناني ومنظمة العمل الشيوعي وتحالف «وطني»، لكنها أدرجت انسحابها ضمن «رغبة من عائلتي منعاً لإتاحة أي فرصة للعب على وتر الانقسام الداخلي ولإظهار الموقف الشعبي الموحد تجاه قضية الوطن المركزية، أي صون حريته وسيادته واستقلاله»، قالت حلاوي. في منشورها الأول على صفحة حملتها الانتخابية على «فايسبوك» يوم السبت الفائت (بعد يوم واحد من ترشحها قبل ساعات من إقفال باب الترشح)، بثت أحد شعارات حملتها، القائل: إن «استبعاد المرأة من مراكز القرار يجب أن يتوقف ليس من أجل المرأة فحسب، بل من أجل العائلة والمجتمع والوطن». لكن الناشطة والعضو في لجنة حقوق المرأة اللبنانية (58 عاماً) استبعدت نفسها من دون التشاور مع من رشحها. «لم نكن نعلم بقرارها»، إجابة وحّدت الشيوعيين وزملاءهم لدى سؤالهم عن سبب انسحاب مرشحتهم التي غابت عن السمع بعد نشر بيانها. إلا أن حالة الإرباك التي سببتها حلاوي أمس، قبل ساعات قليلة من إقفال باب الرجوع عن الترشيحات، لا تتحمل وحدها مسؤوليتها. للمرة الثانية في غضون سنة ونصف سنة، أخفق اليسار والمستقلون وناشطو المجتمع المدني في توحيد صفوفهم. وبعد جهد طويل، لم يجد الحزب الشيوعي وزملاؤه سوى مرشحة «مواطنون ومواطنات في دولة» للانتخابات البلدية في صور عام 2016 لخوض استحقاق 15 أيلول الجاري.لماذا خسرت «المعارضة الجنوبية» المعركة قبل بدئها؟ «قمنا بمحاولات كثيرة لإقناع عدد من الرموز النضالية والثقافية اليسارية والوطنية للترشح باسم المستقلين واليسار والوطنيين، ولم يوافق أحد. داهمنا الوقت من دون أن نستطيع تحفيز الأكثرية الصامتة على استبدال الثورة على مواقع التواصل الافتراضية بخوض معركة التغيير من خلال الانتخابات»، قال أحد القياديين الشيوعيين الذين واكبوا التحضير للانتخابات.
أكدت خليل أنها مستمرة في خوض المعركة، وأن فوزها «يدعم المقاومة»


بالتزامن مع انسحاب حلاوي، كانت المرشحة بشرى خليل تواصل جولاتها الانتخابية في بلدات صور. خليل التي كانت أول من أعلن خوضه للانتخابات، أكدت أنها مستمرة في خوض المعركة حتى النهاية، وأدرجت ترشحها ضمن «المنافسة الشريفة ضمن الخط الواحد بوجه أخي وصديقي مرشح حزب الله حسن عز الدين». واجهت خليل ضغوطاً عدة لدفعها إلى الانسحاب بعد العدوان الإسرائيلي على الضاحية وعملية المقاومة قرب مستوطنة «أفيفيم»، التي رفعت من منسوب التضامن الشعبي مع حزب الله. لكن خليل رفضت ربط الانتخابات بالأحداث الأخيرة. ومن وادي مارون الرأس، قالت إن فوزها «يدعم المقاومة». عز الدين الذي يعتبر فوزه بخلافة زميله الحزبي نواف الموسوي شبه محسوم، يواصل حملته الانتخابية، معتمداً على ماكينة انتخابية وضعها حزب الله بتصرفه، إلى جانب دعم لوجيستي من شعب حركة أمل في بلدات صور، بإيعاز من الرئيس نبيه بري.