لم تتوقّف بعد ردود الفعل الرافضة لعودة العميل عامر الفاخوري إلى لبنان. فيوم أمس، نشر «مركز الخيام» ما أسماه «اللائحة السوداء» التي تضمّ أسماء العملاء الذين تعاقبوا على إدارة معتقل الخيام والخدمة فيه، والفاخوري ليس إلا أحدهم، وإن ظلّ اسمه كأحد أبرز القياديين وممارسي التعذيب. هي لائحة غير مكتملة، نظراً للقدرة المحدودة للمركز، علماً أن المطالبة مستمرّة منذ عام 2001 بتشكيل لجنة وطنية للتوثيق تُناط بها مَهمّة جمع وتوثيق الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية ضد الشعب اللبناني. هذه اللجنة لم تولد حكوميّاً، كما لم تولد أيّ لجنة مشابهة. في المؤتمر الصحافي أمس، عدّد رئيس مركز الخيام محمد صفا أسماء «الجلادين» ومواقعهم الوظيفية التي كانوا عليها في المعتقل. ذكر أسماء القادة، المحققين، الشرطة، المطبخ، التمريض، التموين وصولاً إلى العملاء الذين كان يُزجّ بهم بين المعتقلين كجواسيس، وهؤلاء «لا يقلّون خطورة عن العملاء الكبار والجلادين، لأنهم كانوا وُشاة ويستند العملاء والمحققون إلى معلوماتهم».تحدّث صفا أمس عن حضور وفد مِن قسم جرائم الحرب في كندا إلى لبنان، بين عامي 2001 و2002، واجتماعه مع لجنة المتابعة لقضية المعتقلين آنذاك، وذلك بهدف الاستماع إلى شهادات الأسرى المحرّرين الذين تعرضوا للتعذيب في معتقل الخيام. خلفية ذلك كانت أن كندا في ذلك الوقت، رفضت إعطاء حق اللجوء لأي من عناصر العميل لحد من الذين ثبت أنهم مارسوا التعذيب في حقّ المعتقلين. حصلت اللقاءات في حضور مندوب عن وزارة العدل في لبنان ومترجِمة. من الأسماء التي تزوّد بها الوفد الكندي، بحسب صفا، نجد عامر الفاخوري، رياض العبدالله، عصام جروان وغيرهم. يستغرب صفا أن تكون المفارقة بمجيء وفد كندي لملاحقة مجرمي الحرب بعد التحرير مباشرة، بينما «تذكّرت الدولة اللبنانية بعد 38 عاماً أن تستمتع إلى شهادات عملاء». وإضافة إلى مطلبه حثّ القضاء على عدم التراخي الآن، والعمل وفق الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المناهضة للتعذيب، والتي تُسقط مبدأ تقادُم الزمن في هذه القضايا، لفت صفا إلى أنّ «أحكام «التغنيج» مهّدت لعودة العميل الفاخوري... فليشمل التحقيق كل العملاء كمجرمي حرب، ووضع اللائحة السوداء أمام قصور العدل ومطار بيروت ومداخل القرى والمدن».