في اليوم الخامس، أعلن تكتل طلاب الجامعة اللبنانية، رسمياً، أنّه جزء من «انتفاضة الشعب». التكتل الذي ولد من رحم إضراب الخمسين يوماً الأخير، بحث عن استعادة دور لطلاب الجامعة في الشأن العام، كانت قد سلبتهم إياه السلطة السياسية منذ أن عطلت اتحادهم الوطني في بداية الحرب الأهلية.بحسب عضو التكتل الطالب أنور خضر، استعادة هذا الدور للطلاب كفاعلين مجتمعيين «تفرض بديهياً الانضمام إلى الصفوف الأمامية للثورة على النمط الريعي الطائفي الحالي، والنزول كتفاً إلى كتف مع العمال تحت شعار: طلاب عمّال، ضد رأس المال». بدا الشاب واقعياً لجهة أن «نضالنا لأجل إنشاء اقتصاد منتج في نظام تسوده عدالة اجتماعية لن يقطف ثماره في القريب العاجل، لكن الطلاب لن يتراجعوا عن دورهم التاريخي». وشدد على أن «لا استقلال حقيقياً من دون جامعة وطنية، ولا جامعة وطنية منتجة من دون هذه الثورة على النظام وإسقاطه».
هتّاف التحرك، إذا صح القول، لفت إلى أن «جامعتنا لم تكن لتتأسس لولا الحركة الطلابية في مطلع الخمسينيات التي انتزعت بنضالاتها حق التعلم من السلطة». استعار هتافات تلك الحركة على طول خط مسيرة، قوامها طلاب وأساتذة، انطلقت من حديقة الإسكوا، مروراً بساحة الشهداء، فساحة رياض الصلح، ومنها «جامعة لبنان فرج الله حنين. علم، حرية، عدالة اجتماعية». كثيرون ممن في الساحة سألوا خضر عن حنين، فقال إنه «أول شهيد سقط من أجل فتح الكليات التطبيقية للجامعة».
الطلاب دعوا المنتفضين إلى مشاركتهم الوقفة الاحتجاجية في ساحة رياض الصلح مصوّبين معظم شعاراتهم ضد حكم المصرف وأصحاب الرساميل «عجز الدولة ما بينسد من الجامعة اللبنانية، روحوا جيبوا المصاري من جيوب الحرامية. حرامي حرامي، رياض سلامة حرامي. اسمع يا محمد شقير، هيدي جامعة مش سوليدير. يا شماس اسمع اسمع، هيدا الشعب مش رح يركع. الهيئات الاقتصادية، كلها قرطة حرامية، مصرف لبنان، حامي الحيتان».
صوّب الطلاب معظم هتافاتهم ضد مصرف لبنان والهيئات الاقتصادية


بعض طلاب «اللبنانية» انضموا إلى طلاب من الجامعة الأميركية وجامعة سيدة اللويزة وجامعة القديس يوسف في مسيرة نظمتها شبكة مدى الشبابية التي تضم تيارات يسارية وعلمانية من منطقة الجميزة باتجاه ساحة الشهداء. الهتافات طالبت بحل بنيوي اقتصادي وسياسي يتضمن: إرساء نظام علماني، إعادة جدولة الدين، فرض ضريبة تصاعدية على القطاعات الريعية وأرباح المصارف، ومنع مصادرة الأملاك العامة. ومن المطالب المرفوعة تعطيل سياسة تحويل عملة القسط الجامعي من الليرة إلى الدولار، وفرض العقد الطلابي في كل الجامعات الخاصة لحماية الطالب من احتمالات ارتفاع القسط، ومحاسبة جميع أقطاب النظام السياسي واستعادة الأموال المنهوبة، وإخلاء سبيل المعتقلين في التظاهرات الأخيرة وكف أيدي القوى الأمنية عن ملاحقة الناشطين.