عند مستديرة إيليا في صيدا، تشكلت لجنة من عدد من الناشطين غير الحزبيين وزعت المهمات الإدارية واللوجستية للاعتصام على لجان عدة؛ منها النظافة والشعارات والمسرح. لكنها رفضت تحديد سقف مطالبها. مع ذلك، شهد الاعتصام أمس تطوراً نوعياً في مستوى الشعارات والأغاني التي بثت من على المنبر وخصص المنظمون وقتاً لمداخلات المشاركين الذين استعرضوا قضايا المياومين والمستشفيات الحكومية والأساتذة المتعاقدين... النائب أسامة سعد، الذي رفض صبغ الحراك بلون التنظيم الشعبي الناصري، زار الاعتصام مجدداً، محيّياً «المعارضة الشعبية المستمرة في الشارع والتي لن تهدأ حتى يسير البلد باتجاه تغيير حقيقي جوهري في الواقع السياسي». ودعا السلطة إلى أن «لا تتنكر لهذه القوة الجديدة في المجتمع اللبناني والحياة السياسية». ودعا الشباب إلى «تعظيم هذه القوة لتكون حالة تفرض نفسها لتشكيل مسار حقيقي والانتقال إلى سلطة جديدة بشكل سلس وسلمي».
صُرِف أحد الشبان من البرج الشمالي من عمله بسبب مشاركته في الحراك
وبينما يترقّب الجنوب مصير الحراك الذي فرضته تلك القوة الشبابية الجديدة، بدأت بعض قوى السلطة بالتضييق على المشاركين بالترهيب والترغيب. في صيدا، تحدثت مصادر مواكبة للحراك عن أن مسؤولين في تيار المستقبل ومقربين من النائبة بهية الحريري تواصلوا مع عدد من أبناء العائلات الصيداوية المشاركين في الحراك، طالبين منهم الخروج من الشارع ومساندة حكومة الرئيس سعد الحريري «الإصلاحية». في صور، تجاوزت قوى السلطة حد المطالبة. بعض الناشطين تحدثوا عن «تلقيهم تهديدات وتحذيرات من أشخاص محسوبين على حركة أمل بسبب مشاركتهم في اعتصام دوار الاستراحة المفتوح». التهديد تطور في حالة أحد الشبان من البرج الشمالي الذي صُرِف من عمله في الحراسة الأمنية لـ«سوبر ماركت» ضخم في صور بسبب مشاركته في الحراك، وأجبر على التوقيع على استقالته يوم أمس. ويخشى الناشطون من مشاركة أجهزة رسمية في أساليب الترهيب لتقليص عدد المشاركين في التجمع اليومي. إذ أكدت المصادر توقيف حوالى 20 شخصاً في اليومين الماضيين في حادثة إحراق استراحة صور السياحية، وبعضهم لا علاقة له بما حصل. وستطاول التوقيفات لائحة من أكثر من 60 اسماً، ليس بسبب الـ«رست هاوس» وحسب، بل «بتهمة المشاركة في إحراق صور الرئيس نبيه بري أيضاً».