ثلاثة إشكالات شهدتها ساحة عبد الحميد كرامي (ساحة النّور) في السّاعات الماضية بين المعتصمين، عزّزت المخاوف من خروج الحراك الشعبي عن سلميته وصورته الحضارية في عاصمة الشّمال؛ أحدها كان بسبب محاولة المشرف السابق على المنصة الرئيسية في ساحة الإعتصام، أحمد باكيش، العودة اليها مرّة ثانية، ما تسبّب بحالة إرباك في صفوف المحتشدين من إنفلات زمام الأمور فيها، بينما وقع الإشكالان الآخران بسبب إستفزازات وخلافات فردية.غير أن التطوّر الأبرز الذي شهدته السّاحة تمثل في صعود شخص إلى المنصّة، مساء أول من أمس، وهو يرتدي بزة للجيش اللبناني، معلناً إنضمامه إلى المحتجين، الأمر الذي حاول بعضهم تصويره على إنه «انشقاق»، قبل أن يتبين أن العنصر عسكري متقاعد من منطقة عكّار، ويعاني من أمراض نفسية، وقد أوقفته مخابرات الجيش للتحقيق معه.
في غضون ذلك، أعاد طلاب المدارس والجامعات الحيوية إلى ساحة الإعتصام والحراك الشعبي، بعد 23 يوماً على انطلاق شرارته، بعدما رفضوا الدخول إلى صفوفهم وقاعاتهم، فأقاموا إعتصامات أمام مداخل المدارس والجامعات، قبل أن يلتحقوا بالمحتجين ويجوبوا معهم شوارع المدينة.
وعلى المنوال نفسه شهدت مناطق البداوي والمنية والضنية مسيرات طلابية، أكبرها في المنية، التي شهد أوتوسترادها الدولي مسيرة كبيرة شارك فيها طلاب مدارس المنطقة.
وينتظر أن يشهد اليوم حضوراً أكبر للطلاب في السّاحات والشوارع، يُعوّضون من خلاله تراجع حضور الفئات الشعبية الأخرى ومناصري التيارات والأحزاب السياسية خلال الأيام الأخيرة، بعدما أبدوا نيّتهم إقامة اعتصامات أمام مداخل الجامعات والمدارس، والإنطلاق منها باتجاه ساحة الإعتصام، على أن يقوموا بعدها، عند الساعة العاشرة من قبل ظهر اليوم، بالتواجد أمام منازل الوزراء والنواب والمسؤولين في المدينة لرشقها بالبندورة، في ما أطلق عليه «يوم البندورة».