بين 17 تشرين الأول الماضي و«وأحد 17 تشرين الثاني» الجاري، مرّ شهر من حيث التواريخ، و32 يوماً على انطلاق الانتفاضة الشعبيّة، وللمناسبة نظّمت تحرّكات عدةّ في مختلف المناطق. التحرّكات التي سجّلت، أمس، كسرت مركزيّة العاصمة بيروت، لا من حيث الاعتصامات وإنما من حيث الوقفات الاحتجاجية ضدّ المرافق المتعدّية على الأملاك العامة وصحّة الناس. ففي إقليم الخروب، سجّلت صباحاً، وقفة احتجاجيّة و«ترويقة بلديّة» أمام معمل الجيّة الحراري تحت شعار «بحِقّلْنا نتنفّس هوا نظيف»، ضدّ الفساد في مؤسسة كهرباء لبنان وتلويث المعمل لمنطقتهم.وفي الشمال، تجمّع متظاهرون أمام منتجع «الميرامار» في القلمون بهدف «استرجاع الأملاك البحريّة»، رفضت إدارته طلب دخولهم إليه على اعتبار أنه «ملك خاص» (يتعدّى على 96 ألف متر مربع من الأملاك البحريّة بحسب تقرير سابق لوزارة الأشغال العامة والنقل). ومع انضمام أحد أعضاء البلديّة إلى المحتجّين، معلناً أن المنتجع «لم يسدّد فواتيره للبلدية في سنوات سابقة وأنه أخذ رخصة إنشاء مشروع ميرامار 2 بكلفة 40 ألف دولار فقط»، دعاه صاحب المنتجع محمد أديب (قريب اللواء أشرف ريفي) إلى لقاء لتوضيح الموقف، رفض العضو تلبيته، فما كان من أديب إلا التوجّه للإعلام مبرزاً جزءاً من مستنداته ومعلناً «أنه يملك البقية التي تدحض الاتهامات، لكنّ اليوم أحد».
استمرّ مرج بسري باستقطاب الناشطين البيئيّين وعدد من أبناء الشوف وجزين للمطالبة بـ«تحويل المرج إلى محميّة» ووقف تنفيذ السد، داعين المتعهّد إلى إخراج آليّاته فوراً بعدما نجحوا في إزالة الباب الحديدي المفضي إلى بؤرة ركن الآليات. كما انطلقت في البقاع، مسيرة من ساحة الفاكهة إلى ساحة الحريّة في الزيتون.
وفي كفررمان (النبطيةّ) تقدّمت النساء مسيرة انطلقت من دوار البلدة إلى ساحة الحراك قرب سرايا النبطيّة، ورفعن مطالبهنّ حيال حقوق النساء والحضانة ووجّهن تحية للثائرات في السجون الإسرائيليّة ولنقيب المحامين المنتخب ملحم خلف. ولم ينسين الراحلة الناشطة النسويّة نادين جوني. ومساءً، استذكرت ساحة رياض الصلح، في وسط بيروت، جوني لمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاتها، وأضيئت لها الشموع ورفعت صورها تأكيداً على دعم المنتفضين لحقوق النساء، ولا سيّما الحضانة. الساحة نفسها شهدت مساءً وقفة تضامنيّة مع غزة الجريحة، وتوسّط المعتصمين علم كبير لفلسطين ورفعت «الكفافي» على وقع الأناشيد الثوريّة. فوز النقيب ملحم خلف بانتخابات نقابة المحامين كمرشّح مستقلّ، لم يغب عن أي من التحرّكات في المناطق، وكذلك في وسط بيروت حيث استقبل مساء بحفاوة في خمية المحامين في موقف اللعازارية (ساحة الشهداء).
وعقد لقاء للجان العفو والإصلاح وعشائر بعلبك الهرمل وعائلاتها لمطالبة بإقرار العفو وفق اقتراح القانون المعجل المكرّر الذي تقدم به نواب كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة الى المجلس النيابي. وكانت المعتصمون في ساحة حلبا (عكار) قد أقاموا عشاء عن روح شهيد الثورة علاء أبو فخر.
وبالرغم من سقوط «التوافق حول اسم الوزير السابق محمد الصفدي لتشكيل الحكومة الجديدة»، بقيت الدعوات قائمة للتحرّك في خليج مار جرجس، أو «الزيتونة باي» في بيروت. أشكال الاحتجاج تنوعّت بين الفطور والغداء والمشاوي وصيدٍ للسمك، وكلّها احتجاجاً على التعدّي على البحر وبهدف «استرداد الأملاك العامّة». وسجّلت بعد الظهر مسيرة راجلة على جسر الرينغ باتجاه تقاطع برج الغزال.
طريق القصر الجمهوري في بعبدا، شهد اعتصاماً رمزياً لعدد من الناجحين في مباراة الدخول إلى وظيفة رقيب اختصاصي في السلك العسكري للمطالبة بتوظيفهم. وأمام سرايا بعبدا، نفّذ العسكريون المتقاعدون والعسكريون الجرحى وقفة تضامنية مع الجيش «استنكاراً لما تعرّض له في عدد من المناطق».