الكباش بين جمعية المقاصد في صيدا ومعلمي المدارس التابعة لها مستمر منذ ما يزيد على عام ونصف عام، على خلفية التأخير في تسديد رواتب المعلمين والموظفين. إلاّ أن اشتباكاً حصل، أول من أمس، مع بعض أعضاء المجلس الإداري للجمعية خرج المعلمون بعده للحديث عن «تعنيف لفظي ومعنوي تعرضوا له في ثانوية المقاصد ومدرسة عائشة، ترافق مع توجيه اهانات واساءات مباشرة لهم وتهديدهم بالطرد، وهي لهجة باتت تتكرر في كل الاجتماعات»، كما جاء في بيان صادر عن «الأسرة المقاصدية». بناءً عليه، أعلن المعلمون تنفيد إضراب تحذيري اليوم في المدارس الأربع وهي: «مدرسة حسام الدين الحريري»، «ثانوية المقاصد»، «مدرسة الدوحة» (مدارس غير مجانية) و«مدرسة عائشة» (مدرسة خاصة شبه مجانية). «إضراب الكرامة» يأتي أيضاً «بعد ذهاب معلمتين إلى المستشفى نتيجة التلاسن مع الجمعية»، داعين المجتمع الصيداوي إلى وقفة تضامنية.
وكانت الهيئة التعليمية ذكرت في وقت سابق أنها طالبت الجمعية بتوضيح الأسباب والحلول، فكان الرد يأتيها في كل مرة بأنّ عدداً كبيراً من أهالي الطلاب لا يدفع المتوجبات. وهو سبب لم يكن يقنع المعلمين باعتبار أنّ «مداخيل جمعيّتنا لا تعتمد على أقساط الطّلاب فقط، ومصادرها الماليّة معروفة للجميع من إيجارات واستثمارات وأملاك، إضافة إلى الهبات الداخليّة والخارجية». كما كان المعلمون يستغربون أن تطلب منهم الجمعية أن يتحملوا مأزق حجب وزارة التربية لمنحة مدرسة عائشة على غرار المدارس المجانية الأخرى.
وقد أضيف، بحسب مصادر المعلمين، سبب آخر وهو «ثورة 17 تشرين» وتفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية. وراح المعلمون يطالبون بتسديد كل مستحقاتهم المالية المتأخرة، وإعادة الالتزام بدفع رواتبهم شهرياً، وإعلامهم، بشفافية، بالخطة المالية التي وضعَتْها الجمعية لانتشال المقاصد من مأزقها المالي. ودعوا الهيئة العامة للجمعية إلى اتخاذ الإجراءات اللّازمة لمساعدتهم في نيل حقوقهم. وعلمت «الأخبار» أن الهيئة العامة للجمعية طلبت من المجلس الإداري عقد اجتماع في 29 الجاري للاطلاع على الصورة الشاملة للوضع المالي للجمعية.
للمجلس الإداري في الجمعية رواية أخرى، إذ قالت مصادره «إنّنا دعونا مندوبي المعلمين، المعينين أخيراً، إلى الاجتماع بهم كل مدرسة على حدة، إلاّ أنهم رفضوا ذلك واشترطوا اللقاء بمندوبي المدارس الأربع سويةً، ليستقر الرأي بعد ذلك على ذهاب بعض أعضاء المجلس إلى كل مدرسة من المدارس الأربع وعقد لقاء مع معلميها». وأشارت المصادر إلى أنّ «معلمي ثانوية المقاصد استمعوا إلينا وإن لم نصل إلى حلول معهم، فيما غاب صوت العقل في مدرسة عائشة، علماً بأن المعلمين هناك يعرفون أن موازنة 2020 تخلو من مساهمة الدولة للمدارس المجانية». ولفتت مصادر المجلس إلى أن السلبية التي تعاطى بها المعلمون لنقاش صيغة حل من 10 نقاط منها بحث خفض الراتب بنسبة 50 %، الطلب من المعلمين دفع القسط عن أولادهم المسجلين في مدارس المقاصد (وهذه في المناسبة مخالفة صريحة للقانون 515 /1996)، صرف تعسفي لعدد منهم، وجدولة الدرجات الست، استدعت ردة فعل مماثلة من بعض أعضاء الجمعية وساد هرج ومرج ولم يدم الاجتماع أكثر من ثلاث دقائق، «وخصوصاً أنّ ما يروّجون له لجهة أن الجمعية تحصل على دعم من جهات خارجية غير صحيح». ووصفت ما أشيع عن نقل معلمتين إلى المستشفى على أثر الاشتباك بالأمر المبالغ فيه. وذكّرت المصادر بأنّ 50 % من الأهالي لم يسددوا الأقساط.
المكتب التربوي في التنظيم الشعبي الناصري أعلن تضامنه مع المعلمين داعياً الجمعية إلى الاعتذار لمن تعرض للشتم والتهديد. وحمّل لقاء «تربويون # لبنان_ينتفض» في بيان المجلس الإداري لجمعية المقاصد في صيدا - رئيسا وأعضاء - مسؤولية ما حصل والناتج عن فشل إداري. وطلب من نقابة المعلمين التحرك ومن وزير التربية التدخل كون وزارة التربية وزارة وصاية على المدارس الخاصة للعمل لتأمين رواتب المعلمين والموظفين وعدم التذرع بالوضع الاقتصادي. ورأى اللقاء النقابي في صيدا والجنوب أنّ التدهور الحاصل في أوضاع المقاصد ناتج من سوء إدارة المجلس الإداري والتفريط بمصالح الجمعية ومحاولة القطع مع تاريخها الوطني والاجتماعي والثقافي والتربوي.