لليوم الثالث على التوالي، أعلنت وزارة الصحة أمس تسجيل ثلاث إصابات جديدة بفيروس كورونا المُستجدّ. ووفق النشرة اليومية الصادرة عن إدارة مُستشفى رفيق الحريري، فإنّ الحالات الثلاث «كانت على احتكاك مُباشر مع المريض الذي أُدخل الحجر منذ أيام، وهو من التابعية السورية»، علماً بأنّ الحالات الست الأخرى التي سُجلت يومَي السبت والأحد الماضيين «كانوا مُخالطين للمُصابين الأوائل»، وفق مصادر وزارة الصحة.بذلك، يرتفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 13، «ونتوقّع زيادة في عدد المُصابين»، وفق رئيس مجلس إدارة مُستشفى رفيق الحريري الدكتور فراس الأبيض، لافتاً إلى أهمية «الاستعداد لهذه الزيادة».
وهذا ما ينسجم مع ما خلصت إليه نقابة الأطباء التي «تنبأّت»، منذ أيام، بالأسوأ بسبب غياب الإجراءات الوقائية الفاعلة، وأعلنت انتقال لبنان «رسمياً» من مرحلة احتواء الفيروس إلى مرحلة الحدّ من الانتشار، موصيةً بالاستعداد لتزايد الأعداد.
وفيما لا تزال آلية الاستعداد لاستيعاب الانتشار المُتوقع «مُبهمة» في ظلّ عدم الإعلان حتى اللحظة عن «استراتيجية» تلحظ إجراءات وقائية وطنية صارمة، تتجه الأنظار نحو مدى تطبيق المُشتبه في إصابتهم إجراءات العزل المطلوبة ومدى امتثالهم لـ«أوامر» الصحة، وخصوصاً في ظلّ توفر معلومات عن «تمرّد» عشرات الحالات المُشتبه فيها ورفضها تطبيق الحجر الفعلي الذي تنصّ عليه التوصيات الصحية والطبية.
الحديث عن الالتزام بالحجر المنزلي يعود إلى أن مختلف الإصابات الجديدة تعود لأقارب حالات أتت من إيران أو لأشخاص مخالطين لهم، وبالتالي الاستخفاف بالإجراءات المطلوبة وبعدم تشديد السلطات المحلية ووزارة الصحة على آليّة الحجر المنزلي لا يصبّ في منهجية العمل التي تفرضها المرحلة. أمّا الإشارة إلى مسألة التشديد، فتعود إلى معلومات «الأخبار» التي تُفيد بقول أحد مندوبي وزارة الصحة لأحد المُشتكين عن «تمرّد» حالة مُشتبه في إصابتها وعدم التزامها الحجر المنزلي: «لا نستطيع أن نحبس الناس»! فأيّ تطمينات ودعوات لعدم الهلع تفيد المواطنين؟
إلى ذلك، يواصل مُستشفى رفيق الحريري جهوده، وحيداً، لاستيعاب الأزمة. وقد نظّم، أمس، جولة للإعلاميين في الأقسام الجديدة المُستحدثة المُخصّصة لحالات «كورونا» في قسم الطوارئ وأقسام العزل المنفصلة عن أقسام المرضى العاديين، «حيث تم فصل المُستشفى كلياً بعضه عن بعض، وأصبح هناك مشفيان: واحد يهتم بمرضى «الكورونا» ولديه الطاقم الطبي والتمريضي الخاص به ومفصول كلياً عن باقي المُستشفى، وآخر للمرضى العاديين»، على حدّ تعبير رئيس قسم الأمراض الجرثومية في المستشفى بيار أبي حنا. وفيما لفتت رئيسة دائرة مكافحة العدوى في المستشفى غادة شعيب إلى تدريب الموظفين على طريقة ارتداء الألبسة الوقائية والمناسبات التي يجب ارتداؤها فيها، بالتنسيق مع بقية الأقسام وخصوصاً أقسام التنظيفات وسبل التعامل مع النفايات الطبية الخاصة بمرضى «كورونا»، شرحت رئيسة مصلحة التمريض في المستشفى وحيدة غلاييني كيف تحوّلت الأقسام الجديدة إلى مستشفى مصغّر «بحيث يدخل المريض الذي ينقله الصليب الأحمر من مكان خاص الى هذا القسم ويجري تقويم سريع له قبل إدخاله. وفي الداخل، استحدثت غرفة عمليات وغرفة لغسيل الكلى ومختبر، كذلك يوجد قسم خاص للأطفال».
مدير مستشفى رفيق الحريري: نتوقّع ازدياداً في أعداد الإصابات


وفق غلاييني، فإنّ قسم الطوارئ الجديد «يستوعب 20 مريضاً حالياً، وكل مريض له غرفته وسريره بطريقة منفصلة»، موضحةً أن التقييم يجري في قسم الطوارئ «وعلى أساسه يتخذ الطبيب القرار بالعزل أو أي إجراء آخر».
اللافت هو ما أعلنه الأبيض لجهة استئناف عدة أقسام في المُستشفى عملها «بشكل طبيعي، ومنها الطوارئ وعمليات القلب لنستمر في دورنا تجاه المواطنين غير القادرين على تحمل الأعباء المادية».
إلى ذلك، أعلن المُستشفى في تقريره اليومي أنه استقبل خلال الساعات الـ 24 الماضية 41 حالة في قسم الطوارئ المخصّص لاستقبال الحالات المُشتبه في إصابتها «خضعت كلها للكشوف الطبية اللازمة، واحتاج 23 منها إلى دخول الحجر الصحي، استناداً إلى تقييم الطبيب المراقب، فيما تلتزم البقية الحجر المنزلي».
وأشار إلى أن «فحوصاً مخبرية أجريت لـ 44 حالة، جاءت نتيجة 41 منها سلبية، و3 حالات إيجابية»، فيما غادر، أمس، 11 شخصاً كانوا في منطقة الحجر الصحي في المستشفى، بعدما جاءت نتيجة الفحص المخبري سلبية، «وذلك بعد توصيتهم بالإقامة تحت منطقة الحجر الصحي المنزلي، حيث تم تزويدهم بكل الإرشادات وسبل الوقاية اللازمة، وفقاً لتوجيهات منظمة الصحة العالمية».
وختم التقرير إلى أنه حتى اللحظة (مساء أمس)، هناك 22 حالة في منطقة الحجر الصحي، «أمّا الحالات الإيجابية فعددها 13 «وما زالت حالة المريض المصاب بالفيروس المستجدّ من التابعية الايرانية حرجة، فيما وضع بقيّة المصابين مستقر».