أعلنت وزارة الصحة أمس شفاء أول حالة تم تشخيصها بفيروس «كورونا»، بعدما أتت نتائج الفحوصات المخبرية سلبية، «على أن تتم معاودة الفحص المخبري غداً (اليوم)، قبل إخراجها من المُستشفى إلى منزلها». بيان «الصحة» لفت، أيضاً، إلى أن الفحوصات التي أُجريت أمس على الحالات المُشتبه فيها جاءت سلبية، وأن لا إصابات جديدة سُجّلت.وبحسب التقرير اليومي الصادر عن إدارته، استقبل مُستشفى رفيق الحريري خلال الـ24 ساعة الماضية 47 حالة في قسم الطوارئ المخصّص لاستقبال الحالات المشتبه في إصابتها بفيروس كورونا المستجد، و«قد خضعت جميعها للكشوفات الطبية اللازمة، واحتاجت 12 منها إلى دخول الحجر الصحي أستنادا إلى تقييم الطبيب المراقب، فيما يلتزم الباقون الحجر المنزلي». وفيما لفت التقرير إلى أنه أجريت فحوصات مخبرية لـ59 حالة «جاءت نتيجتها سلبية، ومن ضمنها نتيجة فحص أول مصابة شخّصت بالكورونا في لبنان على أن يعاد إجراء الفحص يوم غد (اليوم)»، أشار إلى أن 25 شخصاً كانوا في منطقة الحجر الصحي غادروا أمس المُستشفى بعد أن جاءت نتيجة الفحص المخبري سلبية، «وذلك بعد توصيتهم بالإقامة تحت منطقة الحجر الصحي المنزلي». وختم بأنه توجد حتى اللحظة 9 حالات في منطقة الحجر الصحي، «أما الحالات الإيجابية فما زال عددها 13، من دون تسجيل إصابات جديدة».
وعلى «المنوال» التطميني نفسه، نقل رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي عن مدير مُستشفى رفيق الحريري الدكتور فراس الأبيض أنّ «الإصابات بالفيروس يمكن أن تشفى تماماً من دون أي علاج أو دخول إلى المُستشفى، فيما نحو 20% من المُصابين يستلزم دخولهم إلى المُستشفى، فيما لا تتعدى نسبة الوفيات 3% وأكثرها لأشخاص فوق الـ70 من العمر».
ورغم أنّ هذه التصريحات من شأنها أن تعكس ارتياحاً لدى المتوجّسين من الفيروس الجديد، إلا أنها لا تلغي حُكماً التنبّه إلى خطورته المتمثلة في سرعة إنتشاره، إذ إنّ الخوف منه مرتبط بشكل أساسي بفقدان «السيطرة» عليه وعدم تدارك تبعاته. ولعلّ ما «يُعزز» هذا الخوف، هو التشكيك في قدرة السلطات المعنية على التعامل مع الوباء في حال انتشاره، في ظلّ غياب استراتيجية وطنية، خصوصاً على صعيد الحجر الصحي والعزل.
ويعقد وزير الصحة حمد حسن، اليوم، مؤتمراً صحافياً مُشتركاً مع مُنظّمة الصحة العالمية في مبنى الوزارة «للردّ على كل التساؤلات المُتعلّقة بفيروس كورونا المُستجدّ وآلية الحجر الصحي والعزل وتشخيص الإصابة وتبعاتها (..)»، فيما قال عراجي، أمس، إن اللجنة استمعت إلى وزيرة العمل لميا يمين الدويهي التي «أوضحت خطة وزارتها في المرحلة المُقبلة»، في ما يتعلّق بتدابير العمال في المصانع وعدم انتشار العدوى بين الموظّفين (...).
تجميد رحلات السفر الى البلدان التي شهد انتشاراً للفيروس يُنذر بمزيد من التأزّم لقطاع السفر


وإلى إجراءات العزل والحجر الصحي، ثمّة شقّ أساسي يرتبط بضبط حركة الوافدين إلى لبنان من البلدان التي تشهد انتشاراً للفيروس. وفي هذا السياق، أعلنت شركة «طيران الشرق الأوسط» تعليق الرحلات إلى إيطاليا والنجف والسعودية، ما ينذر بزيادة وضع قطاع السفر سوءاً.
فإلى الوضع المُستجد المرتبط بفيروس كورونا، لا تزال أزمة تحويل الأموال العائدة إلى شركات الطيران عبر الاتحاد الدولي للطيران (أياتا) تُرخي بثقلها على القطاع، بسبب رفض مصرف لبنان التراجع عن قرار تجميد عمليات التحويل العائدة لشهر كانون الثاني والمُقدّرة بنحو 40 مليون دولار، ما ينذر بتنفيذ شركات الطيران تهديدها بوقف الرحلات إلى لبنان.
وعلمت «الأخبار» أن اجتماعاً عُقد بين «أياتا» وشركات الطيران منذ يومين، خلص إلى تأليف لجنة مكوّنة من 4 شركات (ميدل إيست، الخطوط التركية، الخطوط الفرنسية، والإماراتية) ومندوبين من مجلس نقابة مكاتب السفر لزيارة رئيس الحكومة حسان دياب لشرح خطورة «تعنّت الحاكم بعدم تحويل استحقاقات شركات الطيران، خاصة بوجود قانون يلزم مصرف لبنان بتحويل أموال الشركات الأجنبية (..)»، بحسب مصادر مُطّلعة شدّدت على أن «الوضع الحالي لا يُبشّر بالخير للقطاع في حال تعنّت الحاكم بعدم دفع المُستحقات للشركات، فضلاً عن الوضع المُستجد بسبب فيروس كورونا».



750 مليون ليرة من بلدية بيروت لـ«الحكومي»
قررّ المجلس البلدي لمدينة بيروت، أمس، الموافقة على إعطاء مُستشفى رفيق الحريري الحكومي مُساهمة مالية بقيمة 750 مليون ليرة «بغية تأمين التجهيزات ووسائل الوقاية وكل ما يلزم لمكافحة كورونا».
وكانت لجنة الصحة النيابية لفتت إلى أهمية دعم المُستشفى الذي يخوض وحده معركة استيعاب الأزمة، «إذ إن بعض المستشفيات رفض استقبال حالات الكورونا»، بحسب رئيس اللجنة عاصم عراجي الذي دعا الى دعم الحكومة المُستشفى بـ«سقف مالي أكبر».