أمس، أعلن حزب الله عن خطة مواجهة فيروس «كورونا» بجولة نظّمها للإعلاميين من وسائل إعلام محلية وعالمية، بالتعاون مع بلديات الضاحية الجنوبية. مبادرة كانت أشبه بمناورة حية، استعرض خلالها استعداداته للمواجهة في حال انتشار الفيروس في لبنان وخصوصاً في الضاحية، المنطقة الأكثر اكتظاظاً والتي يقطنها ما يقرب من مليون نسمة «ما يعني أن تفشي الوباء يشكل خطراً كبيراً يطاول كل الوطن»، على ما يقول مسؤول منطقة بيروت في حزب الله حسين فضل الله. بحسب الأخير، المطلوب هو «المواجهة»، وهو العنوان الذي أعلنه الحزب منذ تسجيل الإصابة الأولى، وكانت نتيجته أن «عدد المصابين في الضاحية لا يزيد على 23».منذ شباط الماضي، اتبع حزب الله استراتيجية صارمة في «إجراءات الحجر الاحتياطي ومتابعتها من قبل الجهات المختصة في الحزب، بالتعاون مع وزارة الصحة، وخصوصاً للقادمين من إيران». وأوضح فضل الله أنه جرت «متابعة 150 حالة يشتبه بها، ونُفّذ حجر صحي احتياطي على بعضها، واليوم لم يبق في الحجر أكثر من 32 حالة، و7 حالات في العزل».
الجولة بدأت من أمام مركز التشخيص المستحدث لاستقبال ومتابعة الحالات المشتبه بها في المركز الصحي الاجتماعي التابع لبلدية برج البراجنة، الذي بات جاهزاً هو مركز آخر في الغبيري لاستقبال المراجعات في ما يخصّ الحالات المشتبه بها. وستضاف إلى هذين المركزين مراكز أخرى «سنعمل على افتتاحها وفق الحاجة إليها»، وتكمن أهمية هذه المراكز في قدرتها على اختصار المراحل، إذ «يجري فيها التشخيص الأولي للحالات، قبل توجيهها، ما يخفّف الضغط على المستشفيات».
خلال الجولة، استعرض الأطباء «آليات وطريقة استقبال الحالات التي يشتبه بإصاباتها بالفيروس، بدءاً من أخذ حرارة المريض وإجراءات التعقيم وملء الاستمارة وأخذ العينات للفحص». بعد العرض النظري، كانت مناورة ميدانية للدفاع المدني التابع للهيئة الصحية الإسلامية لتعقيم الطرقات. وإلى فرق الدفاع المدني للتعقيم، جُهز أسطول من سيارات الإسعاف التابعة للهيئة يتألف من 70 سيارة في العاصمة لنقل المشتبه بإصاباتهم، من بينها 10 تحتوي على أجهزة تنفس اصطناعي للحالات الصعبة، مع الأخذ في الاعتبار بعض التجهيزات للنساء الحوامل وحديثي الولادة. يضاف إلى تلك الجردة وجود 25 سيارة أخرى مجهزة بأجهزة تنفس اصطناعي موزعة في المناطق اللبنانية تديرها فرق مدربة ومجهزة للتعامل مع الوباء. ووفق مدير عمليات الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية في بيروت، رجا زريق، يمتلك الدفاع المدني قدرة على نقل نحو 70 مصاباً يومياً على مدار 24 ساعة في حال استدعت الحاجة. وأشار إلى تخصيص بعض السيارات للتعامل مع الوفيات الناجمة عن الوباء وتدريب كادر خاص لدفن المتوفين بطريقة خاصة تمنع انتقال الفيروس.
رغم الكثافة السكانية لا يتعدّى عدد المصابين في الضاحية الـ 23


من مركز الرعاية الصحية في برج البراجنة، انتقلت الجولة إلى مجمع الإمام العسكري الذي تحوّل إلى مركز لاستقبال التبرعات المادية والعينية لتنفيذ هدف «التكافل الاجتماعي». ويشكل هذا المركز واحداً من 64 مركزاً لمتابعة الاحتياجات الاجتماعية للعائلات التي تأثرت بالأزمة المالية والاقتصادية والأزمة الصحية المستجدة. ويجري توزيع 2500 حصة يومياً، ويتولى إدارة القسم فريق مدرب على التوضيب ويعمل على أساس 4 دوامات لتغطية 24 ساعة من العمل.
الجولة انتهت في مستشفى السان جورج، الذي خصص بكامله لاستقبال مرضى الكورونا بعد إخلائه من المرضى العاديين. وعرض مدير المستشفى، الدكتور حسن عليق، للإجراءات المتخذة من لحظة دخول المريض إلى الباحة الخارجية، وصولاً إلى دخوله إلى الغرفة. وأعلن أن المستشفى سيكون جاهزاً لاستقبال مرضى كورونا بدءاً من الاثنين المقبل، «وما ننتظره اليوم هو الضوء الأخضر من وزارة الصحة».
إلى ذلك، يقوم فريق الاستشفاء في حزب الله بتجهيز معازل خاصة لمرضى الكورونا الذين لا يعانون من عوارض للتخفيف عن المستشفيات. وقد جهزت، في هذا الإطار، ثلاثة مراكز بقدرة استيعابية تصل إلى 170 سريراً. وأكد فضل الله «أننا قادرون على تجهيز 1000 سرير عند الحاجة متابعة من قبل فريق طبي وصحي وخدماتي كامل».