تعليقاً على ورد في عدد «الأخبار» (١٠ نيسان ٢٠٢٠ ) تحت عنوان «طرد طالبين من الجامعة اللبنانية... بجرم إبداء الرأي»، نؤكد أن الجامعة اللبنانية، رئاسة وهيئة تعليمية، حريصة كل الحرص على جميع طلابها. وهي تعمل جاهدةً، في هذه الظروف الاستثنائية، على توفير المنصّات التعليمية المناسبة حفاظاً على استمرارية التعليم لطلبة الجامعة ورفع الضغط النفسي عنهم، ومنع أية إمكانية لخسارة العام الدراسي. وهي تستمر في معالجة الثغرات التي يمكن أن تواجه هذه التجربة الجديدة التي حوّلت الجامعة من التدريس التقليدي في مبانٍ وقاعات مغلقة إلى التّوسّع على مساحة الوطن لتصل منصّاتها التعليمية إلى منزل كل طالب فيها.وفي الوقت نفسه، تسعى الجامعة اللبنانية إلى أن تحفّز طلابها على التكيّف مع التحدّيات الجديدة، وتكرّس في نفوسهم أهمية الحفاظ على مصداقية العمل الأكاديمي وعدم التّسرّع في إطلاق الأحكام قبل الاطّلاع بموضوعية على جميع جوانب المسائل قيد البحث، وعلى عدم اجتزاء الحقائق حتى لا تأتي المواقف بعيدة عن الواقع وما يمكن أن يبنى عليها من تأثيرات سلبية على أهل الجامعة.
إن قرار الفرع الثالث في كلية الحقوق والعلوم السياسية بتعليق مشاركة طالبين اثنين في المنصة التعليمية لثلاثة أيام أتى في سياق التعامل مع محاولات التشويش والإساءات التي ساقها الطالبان المعنيان، والتي تخرج عن مفهوم إبداء الرأي وحرية التعبير. وهذا القرار يقع ضمن صلاحيات عمادة الكلية ومجلس الفرع ومديره، ويتوافق مع قانون الجامعة بشأن كل ما يمكن أن يضرّ بالعملية التعليمية.
والجامعة اللبنانية ترحّب بالنقد البنّاء وتحرص على حرّية التعبير وإبداء الرأي. ومن هذا المنطلق فقد نظرت بإيجابية إلى افتتاح طلبة الجامعة عشرات الصفحات الالكترونية العامة التي يتبادلون عبرها وبكل مسؤولية ما يهمهم من موضوعات. كما أن وسائل الإعلام تستضيف العديد من أساتذة الجامعة في حوارات ومقابلات حول موضوعات تقع ضمن اختصاصاتهم أو في شؤون عامة أخرى. وهم يتحدّثون ويُعربون عن آرائهم بكل حرّية ويلقون التشجيع من إدارة الجامعة التي تعتبر أن أساتذتها وطلابها يلعبون دوراً حيوياً وهاماً في خدمة المجتمع.
وتأمل الجامعة اللبنانية أن تكون وسائل الإعلام عضداً وسنداً لها في جهودها لخدمة طلبة الجامعة وتقديم أفضل تعليم ممكن لهم وفتح آفاق المستقبل أمامهم ليقوموا بدورهم في خدمة وطنهم ومجتمعهم.
البروفسور فؤاد أيوب
رئيس الجامعة اللبنانية