الاستياء نفسه ينسحب على دار الفتوى واتهامها بالتقصير في تلبية حاجات الفقراء. وجرى تداول معلومات عن استياء من الطريقة التي اعتمدت لتوزيع بعض الإعاشات، فضلاً عن تأخير التوزيع إلى ما قبل شهر رمضان. في المقابل، تؤكد مصادر «الدار» أن هناك عملية تبادل للداتا بينها وبينَ ائتلاف الجمعيات الخيرية «لتوزيع المساعدات على أكبر عدد مِن العائلات». لكنها تقرّ بغياب الزخم، بسبب «النقص في أموال الزكاة»، ولأن «أملاك الوقف التي يتهموننا بعدم استخدام عائداتها هي إما عقارات غير مستثمرة، أو أخرى مؤجّرة لم يسدد مستأجروها المستحقات عليهم بسبب سوء الأحوال الاقتصادية»، مشيرة إلى أن «المساعدات التي وُزّعت وصلت من مؤسسة الشيخ خليفة بن زايِد عن طريق السفارة الإماراتية في بيروت». وتلفت المصادِر الى «مشكلة جديدة» تتمثّل في «جشع التجار الكبار الذين يرفضون تقاضي شيكات مقابل المواد التي نشتريها، ويُصرّون على دفع الأموال كاش بالدولار»!
أين تيار «المُستقبل»؟
أكثر من شهرين على وصول «كوفيد ١٩» إلى بيروت، وبعد نحو شهر على إعلان حالة التعبئة العامة، ولا يزال «زعيم البيارتة» سعد الحريري «محجوراً» في منزله الباريسي، ومعه ساعِده الأيمَن الجديد، ورفيقه في «الحجز الفندقي» في ريتز الرياض، أحمد هاشمية الذي تكفّل منُذ فترة بتولّي «جمعية بيروت للتنمية الاجتماعية» (عاد أخيراً الى بيروت). وانعكس غياب الحريري «كوما» مستقبلية تامة على الأرض، إذ إن التيار، وفق العارفين، هو اليوم «الحلقة الأضعف» في حملات المساعدة.
صراعات داخل «جمعية بيروت للتنمية» تؤدي الى استقالات
واقتصر عبء «الزعامة» على النائبة رولا الطبش جارودي التي أطلقت حملة «التكافل الاجتماعي» لتوزيع حصص غذائية ومساعدات طبية وأدوات تعقيم على مراحِل بالتعاون مع «أصدقاء خيّرين». هذه الحملة، بحسب مطّلعين، «هي أقل بكثير ممّا يجِب أن يقدمه التيار لأهل بيروت»، فيما يقول كوادر في المستقبل «إننا نعمَل على قدر إمكاناتنا وننسّق مع الجمعيات والمخاتير ومفاتيح المناطق لتوزيع الحصص التي نستطيع تأمينها». يلفت هؤلاء الى تقديم الحريري مئة مليون ليرة للمستشفى الحكومي في حلبا، و400 مليون لتجهيز فندق «غراسياس» للحجر الصحي. كما أطلق التيار «حملة توعية صحية وإرشادات للوقاية، وأنشأ خلية أزمة من المنسقيات، لتعميم ثقافة التضامن الاجتماعي»، علماً بأنه ليسَ بالإرشادات وحدها تؤمن مقومات الصمود! أما الجمعية التي كانَ يفترض، في مثل «الظرف الكوروني» الحالي، أن تكون في طليعة المتصدّين لتلبية حاجات البيارتة، فقد انعكس غياب هاشمية عن البلاد فوضى في عملها وعلى التواصل بين أعضائها ومع الناس على الأرض، ما أدى إلى استقالة نائب رئيسها أسامة شقير قبل ثلاثة أسابيع، علماً بأن عمر التعيينات الجديدة في الجمعية أقل من شهرين!
يقول أحد المفاتيح الانتخابية في بيروت إن «أي معجزة لن تحصل وليسَ هناك من عصا سحرية. نُدرِك ذلِك جيداً». لكن المدينة بعد انتهاء الوباء، كما يؤكد، «لن تكون كما قبله. هذه المرّة ستُشارِك الشوارع المُتعبة في ساحات الانتفاضة بعدَما تمنّعت عن ذلِك سابقاً».