ذهب العلم بعيداً عن أهدافه الإنسانية بقيمها وأخلاقياتها، بعدما اختطفته آلهة المال وأباطرته ووحوشه، واستخدموه في إطار مخططاتهم الجهنمية التي لا تعرف حدوداً للعجرفة والفجور والجشع والإجرام. وأكثر ما تمثّل ذلك في التخطيط للسيطرة على الكرة الأرضية، بشراً وثروات، وتخفيض عدد السكان... ولا نتحدث هنا عن أسلحة تدمير نووية وغيرها، بل عن أسلحة تفتك بالصحة البشرية، غذاءً ودواءً وماءً وهواءً وتلوّثاً، والتركيز أخيراً على السلاح البيولوجي -الجرثومي ومنابر أبحاثها المدفوعة الأجر بقيادة الحلف العائلي الثلاثي روتشيلد - روكفلر - مورغان.بدأت رحلة الأمراض والموت وإفقار الشعوب مع هذا التحالف بداية القرن الماضي، وبدأ العلم ينحني أمام جبروته المالي المطوّع للقرار السياسي والتشريعي والإعلامي. ونكتفي بالأنموذج الأكثر صلفاً وبشاعة بما حدث مع البروفيسور Arpad Pustztai العالم المبدع في علم الجينات، بخاصة «التعديل الجيني الزراعي»، إذ طُرد من عمله في مؤسسة Rowette للأبحاث، وصودرت أبحاثه ودراساته، ومُنع من التواصل مع الإعلام وزملائه، بقرار شارك فيه الرئيس الأميركي بيل كلينتون ورئيس وزراء بريطانيا طوني بلير والجمعية العلمية الملكية... والسبب، رفضه التعديل الجيني للبطاطا بعد اكتشافه، عبر تجارب على الفئران، أنه يعيق النمو ويضعف المناعة (كتاب Seeds of Destruction لمؤلفه F.William Engdahl)
أما العنوان الأخطر في ما نتحدث عنه، فقد جاء في خطة هنري كيسنجر NSSM 200 التي وضعها عام 1970 كمستشار لمؤسسة روكفيلر ووقّعها الرئيس فورد عام 1975، حين تسلّم الأول وزارة الخارجية الأميركية. وصلب فلسفتها، استخدام الغذاء سلاحاً بهدف خفض العدد السكاني واضعاً 13 دولة هدفاً (منها بنغلادش والهند ومصر ونيجيريا والبرازيل وكولومبيا...)، وحُفظت تحت عنوان «سري جداً». وبتغطية من الـCIA ووكالة التنمية الأميركية USAID.
بدأ التنفيذ في البرازيل، الجار الأضخم سكانياً والمتنامي القوة، حيث تم تعقيم 44% من نسائها بين 14 و55 عاماً حتى عام 2000، و90% من النساء الأفريقيات الوافدات (Seeds of Destruction). وانتقل بسلاح الهندسة الجينية الزراعية إلى الأرجنتين والعراق والهند، مسبّباً - ولا يزال - ارتفاعاً في نسبة الولادات المشوّهة وأمراض السرطان.
أما دور شركات الدواء في هذا الاتجاه، من أدوية ملاريا وسيدا غير فاعلة في أفريقيا، وتلويث لقاحات الأطفال بمواد معدنية (زئبق وألمنيوم) ومواد تعقيمية ومسرطنة بحجة تسريع إنتاجها، من دون الاكتراث بمفاعيلها، والتي دوّت أخيراً باتهام السيناتور روبيرت كينيدي لرجل الأعمال بيل غيتس بتمويلها فلها حديث آخر.
في هذا المناخ الإجرامي وسياقه التراكمي، ظهر فيروس «كورونا» فجأة، متحرّراً من سجن مختبره البيولوجي مزلزلاً الكرة الأرضية وساجناً بشرها في المنازل وكأنه يثأر لكرامة العلم من مستغلّيه... أو ربما أطلق عمداً لاستكمال تراكم مفاعيل ما تقدّم من مخططات. قد يسأل كثيرون: كيف ذلك والغرب يدفع الثمن الكوروني الأكبر؟ الجواب يتطلّب الانتظار ومراقبة نسبة أعمار المتوفين من المسنّين الذين يعتبرهم النظام الرأسمالي عبئاً اقتصادياً (عدا ألمانيا بعصبيتها القومية واقتصادها القوي)، كما نسبة المصابين من المهاجرين! ما زالت مفاعيل «كورونا» في بداياتها، فلننتظر لنستطيع الإجابة!

* رئيس هيئة «الصحة حقّ وكرامة».