في بيان لافت، عمّم المدير الإقليمي لدائرة المشرق في البنك الدولي ساروج كومار جاه مساء أمس بياناً أكد فيه أن إدارته «منفتحة على اقتراحات الحكومة اللبنانية حول كيفية استخدام المحفظة الحالية من القروض المقدمة من قبلها، بما فيها الأموال غير المنفقة ضمن مشروع سد بسري، بشكل أكثر فعالية للاستجابة لاحتياجات الشعب اللبناني الملحّة والناشئة حديثاً»، في إشارة إلى إمكان استخدام الأموال بمواجهة تبعات وباء كورونا. تلك كانت توصية البيان الذي ابتدأ بتوطئة تستعرض كيف يدعم مشروع زيادة إمدادات المياه (سد بسري) الفقراء من خلال «توفير مياه نظيفة وموثوقة لأكثر من 1.6 مليون شخص يعيشون في منطقة بيروت الكبرى وجبل لبنان، بمن فيهم 460.000 شخص يعيشون على أقل من 4 دولارات في اليوم». استعداد البنك الدولي لتحويل أموال القروض المخصصة للسد نحو احتياجات السكان، برّرته «المعارضة التي شهدها. ما دفع به إلى الطلب من الحكومة إطلاق حوار عام وشفاف لمعالجة الاعتراضات التي أثارها حوله المواطنون ومؤسسات من المجتمع المدني». لكن ما لم يقله البيان، أن انفتاحه ذاك جاء نتيجة المراسلات الاحتجاجية التي قامت بها الحملة الوطنية للحفاظ على مرج بسري والحركة البيئية اللبنانية مع الإدارة المركزية للبنك، عقب قرار الحكومة الاستمرار بالمشروع برغم الحملات الشعبية ضده. وبحسب الناشط في الحملة، بول أبي راشد، استفاد الناشطون من تعميم داخلي «أصدره البنك أخيراً للموافقة على تحويل أموال قروض كانت مخصصة لتنفيذ مشاريع في الدول الفقيرة، نحو استخدامها في دعم احتياجات الناس بعد المعاناة العالمية من جائحة كورونا»، علماً بأن البنك الدولي وافق أخيراً على طلب الحكومة إعادة تخصيص مبلغ 40 مليون دولار اقتطعت من قرض "تطوير المستشفيات الحكومية والرعاية الصحية الأولية" الذي أقرّه مجلس النواب في تشرين الثاني 2018 (قيمته 120 مليون دولار، منها 95 من البنك الدولي والباقي من البنك الإسلامي ولم يصرف منه حتى الآن سوى حوالي مليوني دولار). إضافة إلى إعادة تخصيص مبلغ خمسة ملايين و500 ألف دولار أميركي من مشروع «دعم الابتكار في المشروعات الصغيرة والمتوسطة». وسوف تستخدم المبالغ المقتطعة في تعزيز إمكانات وزارة الصحة على اختبار ومعالجة حالات "كورونا" وتقديم دعم فوري للشركات اللبنانية أو مراكز البحوث لإنتاج الإمدادات والمعدات.وفي حديث إلى «الأخبار»، اعتبر منسق الحملة رولان نصور أن بيان البنك الدولي «يشكل إقراراً بأن سد بسري قد سقط مهما قدموا تبريرات»، وأن «المعترضين وأهالي البلدات المحيطة بمرج بسري مقبلون حالياً على المرحلة الأهم، وهي مرحلة ما بعد سقوط السد لناحية إدارة المرج وحمايته».