أعلن رئيس بلدية صيدا محمد السعودي، أمس، أن رئيس الحكومة حسان دياب سيقوم غداً السبت بزيارة تفقدية للمستشفى التركي في المدينة. وأدرج الزيارة «في إطار دعم المستشفى المنجز بناؤه عام 2010 وتجهيزه عام 2011». وفق البرنامج الأولي، تقتصر زيارة دياب على المستشفى الواقع عند مدخل المدينة الشمالي. لكن بالنظر إلى حيثيات شكلها ومضمونها، فإن دويّها وتردداتها سوف تُسمع بعيداً حتى مجدليون.في زمن الحجر الكوروني، يكاد دياب يكسر عزلته السنية التي طوّقه تيار المستقبل بها، في زيارة ميدانية لافتة لمعقل الحريرية بعد أيام قليلة على زيارته الرئيس سليم الحص. في بوابة الجنوب، دوّت أصداء خطوة دياب الذي زارها بعد أربعة أشهر على خلافته للنائب سعد الحريري في السرايا الكبيرة، فيما لم يتنبّه الأخير لمسقط رأسه سوى مرات نادرة، لشحذ همم الناخبين في الانتخابات النيابية والبلدية. التفاصيل المرتبطة بتحضير الزيارة وإخراجها، لا تعيد النظر في العلاقة بين دياب و«المستقبل» وحسب، بل بعلاقة نائبة صيدا بهية الحريري بالرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة أيضاً. فقد علمت «الأخبار» أن السنيورة اتصل بدياب عبر صديق مشترك يعمل ضمن دائرة الأخير، وأبلغه أنه تمكن من جمع تبرعات لتجهيز المستشفى كمركز للحجر، داعياً إياه إلى تفقده، على أن يشارك بحفل غداء يقيمه على شرفه في جمعية دار السلام في بقسطا، بحضور السعودي ونواب ووزراء وفاعليات يتولى السنيورة دعوتهم. وافق دياب على تفقد المستشفى ودعمه، لكنه رفض تناول الغداء أو المشاركة في أي نشاط أو جولة. أما في ما يتعلق بالتبرعات، ففضّل دياب أن تمر عبر الوزارة وليس عبر أي جهة أخرى.
ربما كان أهون على نائبة صيدا لو أنها سهّلت زيارة وزير الصحة حمد حسن السبت الماضي للمستشفى. حينذاك، تبلّغ الأخير من مدير المستشفى غسان دغمان بأن الظروف غير ملائمة لاستقباله. ولم تحصل الزيارة بالفعل. غداً، يأتيها رئيس الوزراء نفسه، فما عساها تفعل؟ السعودي بصفته رئيساً للبلدية ورئيساً للجنة المشرفة على إدارة المستشفى، تولى توزيع الدعوات على كل الفاعليات الصيداوية. مصادر مطّلعة رجحت مقاطعة النائب أسامة سعد بسبب موقفه من الحكومة، برغم أنه لم يسجل موقفاً تجاه استخدام المستشفى كمركز للحجر. ووفق المصادر، فإن السعودي يدرس تأجير المستشفى لوزارة الصحة لسنوات عدة.
غداً، يدخل دياب إلى المستشفى التركي الذي شكل أحد أبرز نماذج الأداء الحريري. «مركز الطوارئ لعلاج الحروق» المشيّد فوق أرض ملك بلدية صيدا، بقي مقفلاً لعشر سنوات بسبب إصرار النائبة الحريري على عدم تسليمه لوزارة الصحة، بل إدارته من فريق طبي من أحد المستشفيات الخاصة واحتكار التوظيف وتعيين أعضاء مجلس الإدارة. ومنذ استقالة سعد الحريري من رئاسة الحكومة، اعتكفت عمته عن الشؤون الصيداوية قبل أن يعيدها المستشفى التركي والمساعدات المالية التي توزعها البلدية على الصيداويين حالياً. فما إن ورد ذكره ضمن الخريطة المحتملة لمراكز لحجر مصابي كورونا، حتى انتفضت الحريري رافضة ومصوبة سهامها نحو الوزارة. وسبقها في الرفض الجماعة الإسلامية التي هددت باللجوء إلى الشارع في حال قررت الوزارة اعتماده.