هل ترفض الدولة اللبنانية عودة لبنانيين عالقين في إيران، رغم أن طهران أبدت استعدادها لنقلهم، بكلفة أدنى من كلفة الـ«ميدل إيست»، على الرحلة الآتية لإجلاء رعايا إيرانيين من لبنان؟يقول سفير لبنان لدى إيران، حسن عباس، إنّ الدولة اللبنانية أعطت الموافقة على هبوط طائرة آتية من طهران لتقلّ نحو 75 إيرانياً غداً. ولكن، حتى ليل الاثنين، لم تكن إيران قد حسمت بعد نوع الطائرة وعدد المقاعد المُتاحة عليها وأسعار البطاقات، لأنّ البعثة الدبلوماسية اللبنانية في طهران، كانت قد طلبت أن تقلّ الطائرة لبنانيين في طهران.
يقول عباس في اتصال مع «الأخبار» إنّ هناك «170 لبنانياً سجّلوا أسماءهم للعودة، لم أحصل حتى الآن (العاشرة من مساء أمس) على الموافقة ليعودوا». ففي إيران، «كنا قد طلبنا أن يُحددوا لنا المختبرات الخاصة ليخضع اللبنانيون لفحوصات الـ PCR قبل العودة، وقد تأخر الإيرانيون في إعطائي الجواب». كذلك، تحتاج البعثة اللبنانية «إلى معرفة شركة الطيران وأعداد المقاعد والسعر، لأتمكن بناءً عليه من التواصل مع الجالية وأُطلعها على التفاصيل». وفي لبنان أيضاً، «لم نحصل بعد على الموافقة على إرسال لبنانيين على متن الطائرة الإيرانية». فيما قالت مصادر أخرى لـ«الأخبار» إن الايرانيين عرضوا بيع التذكرة بـ 300 دولار في مقابل 700 دولار تفرضها الـ«ميدل إيست»، وهو ما أدى الى تغيير نحو 130 ممن سجّلوا أسماءهم البقاء حيث هم نظراً إلى ارتفاع السعر.
الـ 170 الراغبون في العودة من إيران، ينقسمون بين 10 حالات حصلوا على تأشيرات مؤقتة وانتهت مدتها، 15 لديهم حالات صحية غير خطيرة، والبقية يتوزعون بين طلاب علم وطلاب حوزة دينية ومقيمين في إيران. من الحالات، سيدة مثلاً موجودة بمفردها في مدينة مشهد، وهي تُعاني من مشاكل صحية عديدة، «تُعتبر من الأولويات لتعود».
سفير لبنان في واشنطن يقرّ بوجود وساطات في اللوائح


من جهة أخرى، نشر أمس سفير لبنان لدى الولايات المتحدة، غابي عيسى بياناً على صفحة السفارة على «فايسبوك» في ما خصّ رحلات العودة، جاء فيه أنه «لا توجد رحلات مباشرة من الولايات المتحدة إلى لبنان. وقد أُبلغنا أنّه خُصصت لنا مقاعد محددة على رحلات عودة عبر بلدان ثالثة يُنقلون إلى لبنان حصراً عبر شركة طيران الشرق الأوسط، والأولوية لكبار السنّ ممن يُعانون من ظروف صحية، والطلاب، وبقية من يستوفون الشروط». وقال عيسى إنّ المقاعد التي أُعطيت لبعثته «لا تتعدّى 5% من الآلاف الذين تسجلوا، والذين أبلغوا السفارة نيتهم العودة ولم يتسجلوا بعد». لهذا السبب، «طُلب منا كسفارة اختيار الحالات الأكثر حاجة للعودة، ولكن للأسف المقاعد المُخصصة لنا من مصادر رسمية وأخرى غير رسمية تضمنت في معظم الأحيان الأسماء التي يريدون لها أن تعود»، مقراً بوجود محسوبيات ووساطات تتحكم بالعائدين من الولايات المتحدة،.
بيان عيسى أتى بسبب الضغوط التي يتعرّض لها الدبلوماسيون في البعثات الخارجية وتهديد بعضهم بحياتهم لاتهامهم من قبل الجاليات بأنّهم المسؤولون عن وضع لوائح العودة والقيام بوساطات. وكانت «الأخبار» قد أشارت الى ذلك أمس، ما دفع عدداً من الدبلوماسيين في الخليج وأميركا اللاتينية وأفريقيا إلى إرسال تقارير إلى وزارة الخارجية والمغتربين يطلبون فيها فتح المطار لفترة محددة أمام كلّ اللبنانيين الراغبين في العودة.