تعرض عدد من الناشطين للضرب والاحتجاز لساعات لدى محاولتهم الدخول إلى معمل الكفور لمعالجة النفايات، برغم حصولهم على إذن من اتحاد بلديات الشقيف المشرف عليه. «إنه كمين نصبه لنا الاتحاد المحسوب على حركة أمل لقتلنا ومصادرة هواتفنا التي وثقت الكوارث التي تحصل داخل المعمل»، قال أحد المعتدى عليهم، محمد برجاوي، لـ«الأخبار». بحسب برجاوي، فقد اجتمع أربعة ناشطين من مجموعة «لوطن» مع المدير في الاتحاد عبد الرضا شعيب لتقديم طلب الدخول إلى المعمل إلى رئيس الاتحاد محمد جابر «متمسكين بحقنا في التقصي حول ما يحصل في المعمل وكيفية إدارة العمل والعقبات التي تحول دون عمله الفعلي بعد تراكم أكوام النفايات في أنحاء منطقة النبطية منذ أسابيع»، كما جاء في الطلب. وبعد جلسة شاي لنحو ساعة، منحهم شعيب الإذن للدخول والتصوير وممارسة حقهم بالاطلاع على ما يحصل.
أزمة تعثّر معمل الكفور أنتجت انتشار مكبات عشوائية في بلدات الاتحاد

وبالفعل، توجّهوا إلى الكفور حيث لم يجدوا حراساً على المدخل. دخلوا وصدموا بـ«تراكم أكوام النفايات العفنة داخل المعمل واختلاط الكومبوست الناتج من تخمير النفايات العضوية بالنفايات الطبية»، قال برجاوي. لكن وقبل مغادرتهم، برز إليهم شبان عرّفوا عن أنفسهم بأنهم موظفون لمصلحة الشركة المشغلة «معمار» والاتحاد المشرف، أقفلوا البوابة الرئيسية ومنعوهم من المغادرة قبل تسليم هواتفهم. وبعد ممانعة الناشطين الأربعة، استعان الموظفون بمجموعات، بعض عناصرها مسلح وعرّف بعضهم عن نفسه بأنه تابع للاتحاد وآخرين بأنهم تابعون لشعبة «أمل» في الكفور. وبحسب برجاوي، فإن نحو عشرين شاباً تحلّقوا حول الناشطين الأربعة، بينهم فتاة، وأصرّوا على مصادرة هواتفهم. وبعدما تعرّض أحد المعتدين بالضرب للفتاة، تدخل رفاقها للدفاع عنها فانهالت المجموعات على الأربعة بالضرب المبرح. برجاوي ساعده شاب للانسحاب والدخول إلى المستشفى، فيما اتصل الباقون بالقوى الأمنية التي حضرت لفك حصارهم ومواكبتهم إلى المخفر، حيث تقدموا بشكوى ضد المعتدين. أما برجاوي فمن المنتظر أن يتقدم بشكوى أمام النيابة العامة الاستئنافية في النبطية، مرفقة بتقرير الطبيب الشرعي وإثبات الحصول على إذن من شعيب للدخول إلى المعمل. في المقابل، نفت مصادر الاتحاد منحها الإذن للناشطين بالدخول إلى المعمل، إنما حصراً مشاهدته من الخارج. كما نفت تورط عناصر تابعين لها بالاعتداء على المجموعة.إشارة إلى أن أزمة تعثر عمل معمل الكفور دخلت عامها الرابع من تقاذف المسؤوليات بين الاتحاد والبلديات وحزب الله وحركة أمل والشركات التي تناوبت على تشغيله. والنتيجة انتشار المكبات العشوائية وتكرار مشهد تراكم النفايات في النبطية وبلدات الاتحاد الـ 28، آخرها منذ بداية أيار الماضي.