لم تتكشّف كل خبايا الخلية الإرهابية التي ارتبط اسمها ببلدة كفتون الشمالية، إذ بات يقيناً أنّ منفذي الجريمة التي راح ضحيتها ثلاثة أشخاص ليل ٢١ آب تدور في فلك أكثر التنظيمات تشدداً. ورغم أنّ منفّذي الجريمة لا يزالون متوارين عن الأنظار، إلا أنّ صيداً ثميناً بات في حوزة الأجهزة الأمنية، علماً بأن الموقوفين موزعون بين فرع المعلومات واستخبارات الجيش. الأجهزة الأمنية لم تتمكّن من توقيف أحد من مرتكبي الجريمة، إلا أن الأجهزة الأمنية تمكّنت من توقيف 11 شخصاً آخرين (9 موقوفين لدى فرع المعلومات وموقوفان لدى استخبارات الجيش)، سواء من أعضاء الخلية أم من المرتبطين بهم.كذلك كشفت التحقيقات التي تجريها استخبارات الجيش وفرع المعلومات أنّ الخلية كانت تخطط لتنفيذ عمليات أمنية (سرقات وخطف مقابل فدية) لتمويل عملياتها الإرهابية في لبنان. وحددت نطاق عملها في الشمال والبقاع. وكشفت المصادر أنّ هذه الخلية تشغّل عدداً من الخلايا المرتبطة بها لتنفيذ عمليات اغتيال وإحداث فتنة بين المناطق السنية والشيعية. وبرز لافتاً أنّ معظم أفراد المجموعة كانوا موقوفين في السابق ومن ذوي الأسبقيات في عالم الإرهاب، علماً بأنهم يتوزعون بين لبنانيين وفلسطينيين وسوريين. حتى إنّ أمير المجموعة سبق أن أوقف عام 2017 أثناء محاولته الالتحاق بتنظيم داعش. وذكرت المصادر أنّ أفراد الخلية بدأوا بتصنيع العبوات، ولديهم كواتم صوت للمسدسات وأحزمة ناسفة.
11 موقوفاً من أعضاء الخلية ليس بينهم منفّذو الجريمة


وأشارت مصادر معنية بالتحقيق إلى أن الجيش أوقف سورياً قادماً من السعودية يُعتقد أنه على ارتباط وثيق بأفراد الخلية. وذكر بيان مديرية التوجيه أنّ التحقيقات أظهرت أنّ أمير المجموعة المتواري عن الأنظار هو خالد التلّاوي المشهور بـ «بو عبد الرحمن» الذي استُخدمت سيارته من قبل منفذي جريمة كفتون، ليتبيّن أنّ مديرية المخابرات تمكنت من توقيف اثنين من أفراد المجموعة الذين ساعدوه. فقد قام الموقوف مصطفى م. بنقل التلّاوي من من البداوي إلى المنية ليتوارى عن الأنظار. كما زوّد الموقوف طارق ع. أميره بمسدس حربي سلّمه إياه في المنية.
وكانت قناة «المنار» قد عرضت معلومات نقلتها عن مصادر عسكرية تفيد بأنّ أفراد الخلية الذين جنّدهم التلّاوي كانوا يعقدون اجتماعات في جامع الحسين في البدّاوي. كما كانوا يخضعون لدورات رماية في جرود الضنية. وذكرت أنّه حدد لائحة أهداف يجب ضربها. كما تضمنت اللائحة إحداث مواجهات بين المتظاهرين والقوى الأمنية، كذلك نُقل أنّه شجع أفرادها على الاقتداء بعبد الرحمن مبسوط الذي قتل عدداً من العسكريين في طرابلس عام 2019. ونقلت «المنار» أنّ التلاوي خطط لتنفيذ عمل أمني يستهدف الجيش في عيده عام ٢٠١٩، لكن لم يُذكر سبب عدم تنفيذه.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا