على طريقة «أهلية بمحلية»، انفضّ إشكال عدلون (قضاء صيدا) الذي وصل إلى حدّه الأقصى ليل الأحد الفائت بين مجموعات محسوبة على حزب الله من جهة وأخرى محسوبة على الحزب الشيوعي اللبناني من جهة أخرى. مسؤولون محليون في الحزبين تبادلوا الاتصالات في إطار «ضيعاوي»، لتطويق ذيول الحادث الذي تطور إثر بثّ شبان على «فايسبوك»، منشورات انتقدت الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والمجسم الذي خلّد ذكرى قائد فيلق القدس الشيد قاسم سليماني في الضاحية الجنوبية. التهدئة انتهت إلى عودة أصحاب المنشورات بعد مغادرتهم البلدة إثر تعرضهم للتهديد واعتذارهم علناً عمّا نشروه.وكان التوتر الميداني في البلدة قد بدأ منذ ليل السبت الماضي عندما كتب أحد الشبان منشوراً انتقد فيه تجهيز نصب لسليماني لرفعه في الضاحية الجنوبية. وفي اليوم التالي، لاقاه أحد أقربائه، عدي ع.، بكتابة منشور في الإطار ذاته شتم فيه نصر الله. وعند وجود الأخير في مقهى قريب لتجمع لحزب الله، بادر أحد الشبان المحسوبين على الحزب إلى ضربه، ما انتهى بإشكال وجمهرة لشبان محسوبين على الحزب من جهة وآخرين من أقرباء وأصدقاء عدي الذي غادر البلدة إثر ذلك.
مسؤولون في حزب الله وفي الحزب الشيوعي اللبناني الذي تُحسب عليه عائلة عدي، أجروا اتصالات لمعالجة الإشكال وتطويق ذيوله، ولا سيما بعد قيام صاحبي المنشورين بتعليق صفحتيهما على «فايسبوك». الاعتذار كان واجباً من بعض من انتفض لكرامة نصر الله، على قيامهم بنزع صورة للأسير في السجون الفرنسية جورج إبراهيم عبد الله كانت مرفوعة أمام منزل أحد الشيوعيين. أوساط حزب الله في البلدة استنكرت الاعتداء على الصورة وشتم عبد الله، مؤكدة أن «من فعل ذلك ليس منظّماً في الحزب ولا يعرف من هو المناضل عبد الله»، لافتة إلى أن الصورة سيعاد رفعها في مكانها.
مصادر مواكبة لفتت إلى أن عدي نفسه، وشاباً آخر من أبناء البلدة، كانا منذ أيام بطلي نزاع افتراضي على صفحات «السوشيال ميديا». فهما مع صديق ثالث من البقاع الغربي كانوا قد أوقفوا في 29 كانون الأول الماضي عند الحدود مع فلسطين المحتلة في سهل الخيام لدى محاولتهم تسلق الشريط الشائك والدخول إلى الأراضي المحتلة. وبحسب قيادة الجيش، فإن الثلاثة أوقفتهم دورية لاستخبارات الجيش «لدى اقترابهم من السياج التقني وهم في حالة سكر ظاهر، وقام العدو الإسرائيلي بإطلاق النار باتجاههم». الثلاثة أطلق سراحهم بإشارة من القضاء لكونهم في حالة سكر ظاهر. مع ذلك، لم تأخذ فعلتهم منحى إيجابياً في عدلون، بل طالت عدي والشاب الآخر انتقادات عديدة بسبب سكرهما الظاهر، وسط تساؤلات عن سبب وجودهما في تلك المنطقة مساء ذلك اليوم. كثر شنّوا هجوماً ضدّهما على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الجلسات العامة، اتخذت طابعاً دينياً وسياسياً امتدت إلى الخلاف على جنس المقاومة بين يسارية وإسلامية!

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا