رغم أن بلادها تحقق في قضايا تبييض أموال في القطاع المصرفي اللبناني، لم تتوان السفيرة السويسرية في بيروت، مونيكا شموتز كيرغوتسكد، عن مرافقة مصرفيّ إلى اليونان، في رحلة مغادرتها لبنان مع انتهاء مهماتها فيه. فيوم 30 حزيران الماضي، غادرت السفيرة مطار بيروت، عند الساعة الثانية عشرة ظهراً، على متن طائرة خاصة مستأجرة من قبل رجل الأعمال وهبة تماري. وفي الرحلة نفسها، كانت النائبة السابقة بولا يعقوبيان، صديقة تماري، ابن المصرفي المعروف عبد الله تماري، المساهم في البنك العربي وفي بنك انترا. ويتولى وهبة تماري إدارة غالبية أعمال والده في القطاع المصرفي. وقد رافق السفيرة وتماري ويعقوبيان عدد من الأقارب والأصدقاء. وفيما عاد المغادرون بعد 8 أيام من رحلة استجمام في ميكونوس اليونانية، لم تَعُد السفيرة السويسرية إلى بيروت.هذه الرحلة تُعتبر «عادية» بمقاييس لبنان، حيث لا قانون يمنع تضارب المصالح، وحيث الرشى والخدمات متبادلة بين السياسة ورأس المال. أما سويسرا، فتحاضر في الأخلاقيات المهنية التي تمنع المسؤولين الرسميين من تلقّي الهدايا، مهما كانت قيمتها، فضلاً عن محاضرة السلطات السويسرية، والسفيرة تحديداً، في أصول مكافحة الفساد بشتى أشكاله، وعلى رأسه هيمنة المصارف على القرار السياسي اللبناني. ورغم أن السفيرة تروّج لكونها أسهمت في الكلفة المالية للرحلة، ولم تكن «مدعوّة» على طائرة مستأجرة من مصرفيّ، إلا أن سلطات بلادها مدعوّة إلى التحقيق في هذه القضية التي تضرب «صدقية» الجهاز الدبلوماسي السويسري.
ح.ع.